باب ما جاء في سترة المصلي
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة، وهناد، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل، ولا يبالي من مر وراء ذلك»، وفي الباب عن أبي هريرة، وسهل بن أبي حثمة، وابن عمر، وسبرة بن معبد، وأبي جحيفة، وعائشة، «حديث طلحة حديث حسن صحيح»، " والعمل على هذا عند أهل العلم، وقالوا: سترة الإمام سترة لمن خلفه "
_________
في هذا الحديثِ يَقولُ طلحةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ رضِي اللهُ عنه: كُنَّا نصلِّي والدَّوابُّ تَمُرُّ بين أيدينا- أي: تَمُرُّ من أمامنا ونحن في الصَّلاةِ-، فذَكَرْنا ذلك الأمرَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: "مِثْلُ مؤخِّرةِ الرَّحْلِ تكونُ بين يدي أحدِكم"، ومُؤخِّرةُ الرَّحلِ هي: الخَشبةُ الَّتي يَستنِدُ إليها الرَّاكبُ على البَعيرِ، أي: تكونُ سُترةً أمام الْمُصَلِّي، والمعنى في طَلَبِ السُّترةِ، منعُها لِمَنْ مَرَّ بين يديه وشَغْلُه عمَّا هو مطلوبٌ منه، من الخُشوعِ والخُضوعِ والحُضورِ، فإذا فعل ذلك، "لا يَضُرُّه ما مرَّ بين يدَيْهِ" أي: لا يَضُرُّه ما يَمُرُّ من وراءِ السُّترةِ، والمرادُ بالضَّررِ الضَّررُ الرَّاجعُ إلى نُقصانِ صلاةِ المصلِّي، وفيه إشعارٌ بأنَّه لا يَنقصُ شيءٌ من صَلاةِ مَنِ اتَّخذ سُترةً بمرورِ مَن مرَّ بين السُّترةِ والقِبلَةِ، ويحصُلُ النَّقصُ إذا لم يَتَّخذْ سُترةً، وكذا إذا مرَّ المارُّ بينه وبين السُّترةِ .