‌‌باب ما جاء لا يقطع الصلاة شيء

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء لا يقطع الصلاة شيء

حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: كنت رديف الفضل على أتان، فجئنا " والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه بمنى، قال: فنزلنا عنها فوصلنا الصف، فمرت بين أيديهم، فلم تقطع صلاتهم "،: وفي الباب عن عائشة، والفضل بن عباس، وابن عمر،: «وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح»، " والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من التابعين، قالوا: لا يقطع الصلاة شيء، وبه يقول سفيان، والشافعي "
‌‌_________

أمَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المصلِّيَ أنْ يَأخُذَ لنفْسِه سُترةً؛ حتَّى لا يَمُرَّ مَن يَقطَعُ عليه الصَّلاةَ، وأمَّا في صَلاةِ الجماعةِ فالإمامُ سُترةٌ للمأمومِينَ.

وفي هذا الحَديثِ يَحكي ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه أقبَلَ راكبًا على حِمارٍ أتانٍ، وهي أُنثى الحِمارِ، وكان ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما في هذا الوقتِ غُلامًا قد قارَبَ البُلوغَ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي بمِنًى إلى غيرِ سُترةٍ مِن جِدارٍ أو غيرِه، ومِنًى: وادٍ قُربَ الحرَمِ المكِّيِّ يَنزِلُه الحُجَّاجُ لِيَرْموا فيه الجِمارَ، فمَرَّ ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أمامَ بَعضِ صُفوفِ المصلِّينَ وهو راكبٌ حِمارَه، في حينِ أنَّ إمامَهم -وهو النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا سُترةَ له، ثمَّ إنَّه ترَكَ الحِمارةَ تَأكُلُ وتَرعى مِن الأرضِ وتَتجوَّلُ بيْن الصُّفوفِ، ثمَّ دخَلَ هو معهم في الصُّفوفِ وصلَّى، فلم يُنكِرْ أحدٌ عليه مُرورَه أمامَ الصُّفوفِ، ولا مُرورَ الحِمارةِ، ولم يَقطَعِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ.

وفي الحَديثِ: أنَّ الإمامَ يتحمَّلُ عنِ المأمومِ السُّترةَ.

وفيه: صِحَّةُ سَماعِ الغُلامِ المُميِّزِ للحديثِ والتَّحديثِ به.