باب ما جاء في شهري العيد 1
سنن ابن ماجه
حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "شهرا عيد لا ينقصان: رمضان وذو الحجة" (1).
إذا أدَّى الإنسانُ ما أُمِرَ به، واجتَهَدَ في مُوافَقةِ مُرادِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومَرْضاتِه قدْرَ استِطاعتِه وجَهْدِه؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لنْ يَحرِمَه الأجْرَ كاملًا وزِيادةً، فضْلًا مِن اللهِ وكَرَمًا.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي أبو بَكرةَ نُفَيعُ بنُ الحارثِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ أنَّ شَهرينِ لا يَنقُصُ أجْرُهما والثَّوابُ المُترتِّبُ عليهما، وإنْ نقَص عَدَدُهما؛ هما: شَهْرُ رَمضانَ وذو الحِجَّةِ، وإنَّما خصَّهُما بالذِّكرِ؛ لتَعلُّقِ حكْمِ الصَّومِ والحجِّ بهما.
وسمَّى شَهْرَ رَمَضانَ شَهرَ عِيدٍ؛ لأنَّ شَهرَ رَمَضانَ يَعقُبُه عِيدُ الفِطرِ. وفي هذا رَفْعٌ لِما قدْ يَقَعُ في القلوبِ مِن شكٍّ لمَن صامَ تِسعًا وعِشرينَ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ شَهرِ رَمَضانَ وذي الحِجَّةِ.