باب ما جاء في طلاقة الوجه وحسن البشر
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك» وفي الباب عن أبي ذر: هذا حديث حسن صحيح
حَثَّ الإسلامُ على حُسنِ مُعاملةِ النَّاسِ والبَشاشةِ في وُجوهِهم.
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كلُّ مَعروفٍ صَدقةٌ" والمعروفُ هو ما تقبَلُه الأنفُسُ، ولا تجِدُ منه نكيرًا من كلِّ عمَلٍ صالحٍ، فهو صَدقةٌ على فاعلِه، وله أجْرُه، ولكنَّه ليس من صَدقةِ الأموالِ، بلْ من صَدقةِ الأفعالِ الصَّالحةِ، "وإنَّ منَ المعروفِ"، أي: ومن الأفعالِ الصَّالحةِ الَّتي تدخُلُ في الصَّدقاتِ، "أنْ تَلْقَى أخاكَ بوجْهٍ طَلقٍ"، أي: بوجْهٍ بَشوشٍ مُتبسِّمٍ، والمُرادُ بالأُخوَّةِ هنا: أُخوَّةُ الإسلامِ لا النَّسبِ، "وأنْ تُفرِغَ مِن دلْوِكَ في إناءِ أخيكَ"، يعني: إذا استقيتَ الماءَ من بِئرٍ وجاءَك أخٌ مُسلِمٌ على رأْسِ البئْرِ، تُعْطيه من مائِكَ.