باب ما جاء في فضل الخدمة في سبيل الله1
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن رافع قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن كثير بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم الطائي، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل؟ قال: «خدمة عبد في سبيل الله، أو ظل فسطاط، أو طروقة فحل في سبيل الله»: وقد روي عن معاوية بن صالح هذا الحديث مرسلا، وخولف زيد في بعض إسناده
للصَّدَقاتِ أجرٌ عظيمٌ عندَ اللهِ تعالى، وأفضَلُ تلك الصَّدَقاتِ هي الَّتي تَكونُ في سَبيلِ اللهِ تعالى؛ إذ الجهادُ ذِروةُ سَنامِ الإسلامِ، وبه يَعِزُّ الدِّينُ وأهلُه ويَنتشِرُ في الآفاقِ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك، فيقولُ: "أفضَلُ الصَّدَقاتِ ظِلُّ فُسطاطٍ في سبيلِ اللهِ"، أي: وقْفُ خَيمةٍ وما شابهَ، يَستظِلُّ بها المجاهدُ، والمرادُ هنا مُطلَقُ ما لَه ظِلٌّ مِن الأبنيَةِ، "ومَنيحَةُ خادِمٍ في سبيلِ اللهِ"، أي: هِبةُ ومنحُ خادمٍ لمُجاهِدٍ، يُساعِدُه ويَخدُمُه، "أو طَرُوقةُ فَحلٍ في سبيلِ اللهِ"، أي: النَّاقةُ الَّتي صَلَحَت لأنْ يَقْرَبَها الفَحلُ، وأقلُّ سِنِّها ثلاثُ سِنينَ، والتَّقييدُ به لِبَيانِ الأفضَليَّةِ، ومِثلُها الفرَسُ يُحمَلُ عليها المجاهِدُ، قيل: ويَجري مَجرَى تلك الصَّدَقاتِ في الأجرِ كلُّ ما يَكونُ فيه نفعٌ للمُجاهِدِ؛ فهو مِن أفضَلِ الصَّدقاتِ.