‌‌باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله3

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في فضل الصوم في سبيل الله3

حدثنا زياد بن أيوب قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا الوليد بن جميل، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما بين السماء والأرض» هذا حديث غريب من حديث أبي أمامة
‌‌

جعَل اللهُ سبحانه وتعالى أجرًا عظيمًا لِمَن صام في سَبيلِ الله، وفي هذا الحديثِ بيانُ لبعضِ فَضائِلِ الصَّومِ، حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن صام يومًا"، أي: أمسَك عن الطَّعامِ والشَّرابِ والجِماعِ ونحوِ ذلك مِن فَجرِ اليومِ إلى المغرِبِ "في سبيلِ الله"، أي: في الجِهادِ، وقيل: ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ أو في طريقِ الحجِّ أو العُمرةِ أو طلبِ العلمِ، ونحوِ ذلك مِن مَواضِعَ يُسعَى فيها في سبيلِ اللهِ، "جعَل اللهُ بينَه وبين النَّارِ خَنْدَقًا"، أي: حاجزًا وحجابًا، والخَنْدَقُ هو ما يُحفَرُ حولَ المُدُنِ، ويكونُ له عُمْقٌ "كما بين السَّماءِ والأرضِ"، أي: عِظَمُ عُمْقِ هذا الخندقِ كبيرٌ كما بين السَّماءِ والأرضِ، وما بينَهما- كما في حَديثٍ آخَرَ- خمسُ مئةِ عامٍ.