باب ما جاء في فضل سورة الكهف1
سنن الترمذى
حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: بينما رجل يقرأ سورة الكهف إذ رأى دابته تركض، فنظر فإذا مثل الغمامة أو السحابة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «تلك السكينة نزلت مع القرآن، أو نزلت على القرآن» وفي الباب عن أسيد بن حضير: «هذا حديث حسن صحيح»
القُرآنُ الكريمُ كلامُ اللهِ العَليمِ الخَبيرِ، وفيه هدًى ونورٌ ورحمةٌ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ لقِراءتِه فضْلًا وأجْرًا.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لبَعضِ فَضائلِ القُرآنِ الكريمِ، وفيه يقولُ البَراءُ بنُ عازبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "بينما رجُلٌ يقرَأُ سُورةَ الكهفِ، إذ رأى دابَّتَه تركُضُ"، أي: تَجْري، أو تنفِرُ وتقفِزُ في مكانِها، "فنظَرَ فإذا مثْلُ الغَمامةِ- أو السَّحابةِ-"، أي: رأى ما يُشبِهُ السَّحابةَ جِهَةَ السَّماءِ، "فأتى رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فذكَرَ ذلك له، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تلك السَّكينةُ"، وهي الوَقارُ والطُّمأنينةُ والرَّحمةُ الَّتي يَطمئنُّ إليها القلْبُ ويسكُنُ بها، وقيل: هي هاهنا اسمٌ للملائكةِ؛ تَعظيمًا لقِراءةِ هذه السُّورةِ، "نزَلَتْ مع القُرآنِ- أو نزَلَت على القُرآنِ-"، أي: بسبَبِه أو لأجْلِه؛ استطابةً لقِراءتِه، ولحُسْنِ التَّرتيلِ، وحُضورِ قلْبِ القارئِ فيها، وخُشوعِه وإخلاصِه، وفي إطلاعِ اللهِ تعالى له على ذلك إظهارُ كرامةٍ له؛ ليَزدادَ يقينًا مع يَقينِه، واجتهادًا في عِبادتِه.
وفي الحديثِ: فَضيلةُ قِراءةِ القُرآنِ عُمومًا، وسُورةِ الكهْفِ خُصوصًا.
وفيه: أنَّ اللهَ يُؤيِّدُ الصَّالحينَ برحمَتِه وفضْلِه.