‌‌باب ما جاء في قتل الحيات2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في قتل الحيات2

حدثنا هناد قال: حدثنا عبدة، عن عبيد الله بن عمر، عن صيفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لبيوتكم عمارا، فحرجوا عليهن ثلاثا، فإن بدا لكم بعد ذلك منهن شيء فاقتلوهن»: هكذا روى عبيد الله بن عمر هذا الحديث، عن صيفي، عن أبي سعيد الخدري، وروى مالك بن أنس هذا الحديث، عن صيفي، عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث قصة، حدثنا بذلك الأنصاري قال: حدثنا معن قال: حدثنا مالك وهذا أصح من حديث عبيد الله بن عمر وروى محمد بن عجلان، عن صيفي نحو رواية مالك
‌‌

الجنُّ أجسامٌ ناريَّةٌ قابلةٌ للتَّشكُّلِ بأشكالٍ مُختلِفةٍ، وهُم مَخلوقاتٌ غيرُ مَنظورةٍ لنا، وقدْ يُرِيها اللهُ مَن شاءَ مِن خَلْقِه، مُكلَّفونَ مِثلَنا، منهم المؤمنونَ والكافرونَ والعُصاةِ، ومنهم الطَّيِّبُ والخبيث.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «أنَّ بالمدينةِ» النَّبويَّةِ «نَفَرًا» وهو مِن الثَّلاثةِ إلى العَشَرةِ «مِن الجِنِّ قدْ أَسْلَمُوا» أي: دَخلوا دِينَ الإسلامِ، «فمَنْ رأَى شيئًا مِن هذه العَوَامِرِ» وهي نَوعٌ مِن الحيَّاتِ الَّتي تَسكُنُ البيوتَ، قيل: سُمِّيَت عَوامِرَ؛ لطُولِ عُمرِها «فَلْيُؤْذِنْه ثلاثًا»، أي: يُعْلِمْه ويَدَعْ له مُدَّةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، كما في رِوايةٍ لمسلمٍ، كأنْ يقولَ الَّذي يَرى الحيَّةَ في بَيتِه: أُحرِّجُ عليكِ أيَّتُها الحيَّةُ باللهِ واليومِ الآخِرِ أنْ تَظْهري لنا أو تُؤذِيَنا، فيَطلُبُ منه الخروجَ من البيتِ؛ فلعلَّه مِن الجِنِّ المُسلِمِ، فإنْ لم يَخرُج «فَلْيَقْتُلْهُ؛ فإنَّه شَيطانٌ» وليْس مِن عَوَامِرِ البُيوتِ ولا مِمَّن أَسْلَمَ، ولن يَجْعَلَ اللهُ له سَبيلًا للانتصارِ عليكم بِثَأْرِه، بِخِلافِ العَوَامِرِ ومَن أسْلَمَ، فتُنذَرُ عَوامرُ بُيوتِ المَدينةِ كلِّها، باستِثناءِ ذا الطُّفيتَينِ -وهما خَطَّانِ أبيضانِ على ظَهرِ الحيَّةِ-، والأبترِ -وهو قَصيرُ الذَّيْلِ والذَّنَبِ مِن الحيَّاتِ- فيُقتلانِ دونَ إنذارٍ، كما جاء في الصَّحيحينِ.
وأمَّا في غيرِ المدينةِ؛ فقيلَ: تُنذَرُ، وقيل: تُقتَل فَورًا، وأمَّا الَّتي في الصَّحراءِ فتُقتلُ فورًا.
وفي الحديثِ: الأمرُ بقَتْلِ الحيَّاتِ الَّتِي في البُيوتِ ما لم تَكُن عُمَّارًا أو جِنًّا مُسلِمًا.