‌‌باب ما جاء في كراهية أن يبادر الإمام في الركوع والسجود

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في كراهية أن يبادر الإمام في الركوع والسجود

حدثنا بندار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا البراء، وهو غير كذوب، قال: «كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه من الركوع، لم يحن رجل منا ظهره حتى يسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسجد»، وفي الباب عن أنس، ومعاوية، وابن مسعدة صاحب الجيوش، وأبي هريرة،: «حديث البراء حديث حسن صحيح» وبه يقول أهل العلم: إن من خلف الإمام إنما يتبعون الإمام فيما يصنع لا يركعون إلا بعد ركوعه، ولا يرفعون إلا بعد رفعه، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافا "
‌‌

لِصَلاةِ الجَماعةِ ضَوابِطُ وقَواعِدُ يَنبَغي مُراعاتُها وتَعلُّمُها، ومِن أهَمِّ هذه القَواعِدِ الاقتِداءُ التَّامُّ بالإمامِ؛ فإنَّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤتَمَّ به، وقدْ طبَّقَ الصحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم هذا الأمْرَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما يُوضِّحُه هذا الحَديثُ، حيثُ يُخبِرُ البَراءُ بنُ عازِبٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا رَفَعَ رأْسَه مِنَ الرُّكوعِ وقال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، وانتَصَبَ المأْمومونَ خَلفَه مِن رُكوعِهم، ظَلُّوا قيامًا على حالِهم، ولم يَحْنِ أحَدٌ منهم ظَهرَه، ولم يُبادِرْ إلى السُّجودِ حتى يَسجُدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بأنْ يَضَعَ جَبهَتَه على الأرضِ، ثم يَسجُدوا مِن وَرائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.