باب ما جاء في لبس البياض
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البسوا البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم»: «هذا حديث حسن صحيح» وفي الباب عن ابن عباس، وابن عمر
الثِّيابُ البِيضُ مِن أفضلِ الثيابِ، ففِيها تَظهرُ نظافةُ الإنسانِ، وفي هذا الحديثِ يُوصي النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِلُبسِ الثيابِ ذاتِ اللَّونِ الأبيضِ في قولِه: فإنَّها مِن خَيرِ ثِيابِكمْ، أي مِن أفضلِها وأبرقِها وأنظفِها؛ فإنَّها سُرعانَ ما يُعرفُ اتِّساخُها؛ فيُبادر المسلمُ إلى تَنظيفِها، ويأمرُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِتَكفينِ مَوتى المسلِمينَ فيها.
ثمَّ أوْصى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِتَكحيلِ العَينِ، وأَخْبَر أنَّ خيرَ أكْحالِكم الإِثْمِدُ، و"الإِثمِد": حَجَرٌ أسودُ يميلُ إلى الحُمرةِ يكونُ في بلادِ الحِجاز، وأجودُه يُؤتى به من أصْبهانَ، يَجلو البصرَ، أي يحافِظُ على العَينِ ويُقوِّيها ويَنفعُها ويَزيدُ من إبصارِها، ويُنبت الشَّعرَ، أي: شعرَ الجَفنِ؛ فإنَّ كُحلَ الإثْمِدِ يُساعد على إنْباتِه، وقدْ كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَكْتحِلُ، ويلبسُ الثِّيابَ البِيضَ.
وفي هذا الحَديثِ: الحَضُّ على النَّظافةِ وإظهارِها، والحَضُّ على الحِفاظِ على الصِّحَّةِ، والأخْذُ بالأسبابِ التي تُساعدُ على المحافظةِ عَليها.