‌‌باب ما جاء في يوم الحج الأكبر2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في يوم الحج الأكبر2

حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: «يوم الحج الأكبر يوم النحر»: ولم يرفعه وهذا أصح من الحديث الأول، ورواية ابن عيينة موقوفا أصح من رواية محمد بن إسحاق مرفوعا، هكذا روى غير واحد من الحفاظ، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي موقوفا، وقد روى شعبة، عن أبي إسحاق قال: عن عبد الله بن مرة، عن الحارث، عن علي موقوفا
‌‌

حدَّدَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأيَّامَ الفاضلةَ من أيَّامِ الإسلامِ، وسمَّاها بمُسمَّياتِها الشَّرعيَّةِ، قاطِعًا بذلك ما كان عليه أهلُ الجاهليَّةِ من تَغييرٍ في أُمورِ العِباداتِ، وخاصَّةً في الحجِّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "سألتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن يومِ الحجِّ الأكبرِ"، أي: عن تَحديدِه وما هو؟ "فقال: يومُ النَّحرِ" وهو يومُ عيدِ الأضحى في العاشرِ من ذي الحَجَّةِ، وهو اليومُ الَّذي يُنْحَرُ فيه الهدْيُ والأضاحي؛ تقرُّبًا إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، مع ما فيه من التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّسبيحِ والذِّكرِ للهِ عَزَّ وجَلَّ. قيل: خُصَّ ذلك اليومُ بهذا المُسمَّى؛ لأنَّ مُعظمَ المناسِكِ فيه؛ فالرَّمْيُ والنَّحرُ والحلْقُ والطَّوافُ والسَّعيُ- لِمَن كان عليه سعيٌ بعدَ الطَّوافِ- فإنَّما يكونُ في ذلك اليومِ. وقيل: إنَّ الحجَّ الأكبرَ هو يومُ عَرفةَ؛ لحديثِ التِّرمذيِّ والنَّسائيِّ وابنِ ماجَه: "الحجُّ عرفةُ".