باب ما جاء فيمن فاتته الركعتان قبل صلاة الفجر متى يقضيهما
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ويعقوب بن حميد بن كاسب، قالا: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم
عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام عن ركعتي الفجر، فقضاهما بعدما طلعت الشمس (1).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُحافِظُ على السُّننِ الرَّواتِبِ قبْلَ الصَّلواتِ وبعْدَها، وكان مُداوِمًا على قِيامِ اللَّيلِ، ثمَّ رَكعتَيِ الفجْرِ قبْلَ الفَريضةِ، وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نام عن رَكعتَيِ الفجْرِ، فقضاهما بعدَما طلَعَتِ الشَّمسُ"، والمعنى: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نام عن صَلاةِ الفجْرِ، وأنَّه استيقَظَ بعدَ أنْ طلَعَتِ الشَّمسُ، فصَلَّى رَكعتَيِ الفجْرِ، ثمَّ صَلَّى الفجْرَ؛ فقد قضَى السُّنَّةَ أوَّلًا، والفريضةَ معها بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ، وهو ما ثبَتَ عن غيرِ واحدٍ مِن الصَّحابةِ، وهذه الرِّوايةُ مُختصَرةٌ عمَّا أخرَجَه مُسلِمٌ في صَحيحِه عن أبي هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين قَفَلَ مِن غَزوةِ خيبرَ، سار ليلَه حتَّى إذا أدرَكَه الكَرَى عرَّسَ، وقال لبِلالٍ: «اكْلَأْ لنا اللَّيلَ»، فصَلَّى بِلالٌ ما قُدِّرَ له، ونام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه، فلمَّا تقارَبَ الفجْرُ استنَدَ بِلالٌ إلى راحلَتِه مُواجِهَ الفجْرِ، فغلَبَت بِلالًا عَيناهُ وهو مُستنِدٌ إلى راحلَتِه، فلم يستيقِظْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا بِلالٌ، ولا أحدٌ مِن أصحابِه حتَّى ضرَبَتْهم الشَّمسُ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوَّلَهم استيقاظًا، ففزِعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: «أيْ بِلالُ». فقال بِلالٌ: أخَذَ بنَفْسي الَّذي أخَذَ- بأبي أنت وأُمِّي يا رسولَ اللهِ- بنفْسِك، قال: «اقْتادُوا». فاقْتادُوا رَواحِلَهم شيئًا، ثمَّ توضَّأَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأمَرَ بِلالًا فأقامَ الصَّلاةَ، فصَلَّى بهم الصُّبحَ، فلمَّا قضى الصَّلاةَ قال: «مَن نَسِيَ الصَّلاةَ فليُصَلِّها إذا ذَكَرَها».
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ قَضاءِ سُنَّةِ الفَجْرِ وصَلاةِ فَريضةِ الصُّبحِ بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ لِمَن غلَبَه النَّومُ عندَ وقْتِ الفجْرِ.