‌‌باب ما ذكر في الثناء على الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء

سنن الترمذى

‌‌باب ما ذكر في الثناء على الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء

حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «سل تعطه، سل تعطه» وفي الباب عن فضالة بن عبيد: «حديث عبد الله بن مسعود حديث حسن صحيح»: هذا الحديث رواه أحمد بن حنبل، عن يحيى بن آدم مختصرا
‌‌

مِن آدابِ الدُّعاءِ أن يُقدِّمَ المسلِمُ بينَ يدَيْ دُعائِه الثَّناءَ على اللهِ، وأنْ يَحمَدَه ثمَّ يُصلِّيَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، ثمَّ يَبدَأَ في الدُّعاءِ؛ فإنَّ ذلك أرْجَى لِقَبولِ الدُّعاءِ.
وفي الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ: "كنتُ أصلِّي والنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم جالسٌ، وأبو بكرٍ وعمرُ معَه، فلمَّا جلَستُ بدَأتُ بالثَّناءِ على الله"، أي: بدَأتُ دُعائي بحَمدِ اللهِ وشُكرِه، وذِكرِ أسمائِه الحُسْنى، والخضوعِ بينَ يدَيْه سبحانه وتعالى، "ثمَّ الصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: ثمَّ بعدَما أثنيتُ على ربِّي صلَّيتُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ثمَّ دعَوتُ لِنَفسي"، أي: ثمَّ اختَصَصتُ نَفْسي بالدُّعاءِ مِن خَيرَيِ الدُّنيا والآخرةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لي: "سَلْ"، أي: ادْعُ اللهَ "تُعطَه"، أي: يُعطِك اللهُ ما سألتَه ودَعوتَه، ثمَّ كرَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قولَه: "سَلْ تُعطَه"؛ للتَّأكيدِ؛ وذلك لأنَّ السَّائلَ جاءَ بآدابِ إجابةِ الدُّعاءِ، مِن ذِكْرِ اللهِ أوَّلًا، والصَّلاةِ والتَّسليمِ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.