‌‌باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء

سنن الترمذى

‌‌باب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء

حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا الحكم بن بشير بن سلمان قال: حدثنا خلاد الصفار، عن الحكم بن عبد الله النصري، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم: إذا دخل أحدهم الخلاء، أن يقول: بسم الله ": «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوي، وقد روي عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أشياء في هذا»
‌‌

عَلَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ آدابَ كلِّ شَيءٍ، ومِن ذلِك آدابُ الخَلاءِ، وما يَنْبَغي فِعْلُه وقَوْلُه عندَ ذلك. وفي هذا الحديثِ يقولُ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "سَتْرُ"، أي: حِجابُ وحاجِزُ "ما بَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ وعَوْراتِ بَني آدَمَ إذا دَخَلَ أَحَدُهم الخَلاءَ"، وهو اسْمٌ يُطْلَقُ على كلِّ مَوضِعٍ تُقْضى فيه الحاجَةُ؛ بَوْلًا كان أو غائِطًا؛ والخَلاءُ مَأْوًى ومَسْكنٌ للشَّيَاطينِ والجِنِّ؛ لأنَّه مَوضِعٌ لا يُذْكَرُ اسْمُ اللهِ فيه؛ فالحاجزُ الذي يَحجُزُ أعينَ الجنِّ عنْ عَوراتِ بَني آدَمَ هو "أن يَقولَ الإنسانَ قبْلَ دُخولِ الخَلاءِ: "باسِمِ اللهِ"؛ لأنَّ ذِكْرَ اللهِ يَحْمي الإنْسانَ مِن كلِّ سُوءٍ، فبِقَوْلِه تَصْرِفُ الجِنُّ أبْصارَها عن المُتَخَلِّي، فإذا دَخَلَ الإنْسانُ الخَلاءَ، وكَشَفَ عَوْرتَه نَظَرَ إليْه الجِنُّ والشَّياطينُ، وربَّما يُؤْذَى ويَلْحَقُه ضَرَرٌ إذا لم يَقُلْ: (باسِمِ اللهِ) عندَ دُخولِ الخَلاءِ، فأمَّا إذا قالَ: (باسِمِ اللهِ) جَعَلَ اللهَ بَيْنَه وبَيْنَ أَعْيُنِ الجِنِّ والشَّياطينِ حِجابًا، بِبَرَكةِ (باسِمِ اللهِ).

وفي الحَديثِ: فَضيلةُ اسْتِصْحابِ ذِكْرِ اللهِ في كُلِّ شَيءٍ، وعلى كلِّ الأَحايِينِ.

وفيه: أنَ ذِكْرَ اللهِ فيه الوِقايةُ والحِمايةُ مِن كلِّ مكْروهٍ وسُوءٍ.