باب ما يؤمر من انضمام العسكر وسعته

باب ما يؤمر من انضمام العسكر وسعته

حدثنا سعيد بن منصور حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمى عن فروة بن مجاهد اللخمى عن سهل بن معاذ بن أنس الجهنى عن أبيه قال غزوت مع نبى الله -صلى الله عليه وسلم- غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبى الله -صلى الله عليه وسلم- مناديا ينادى فى الناس أن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له.

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُتابِعُ أحوالَ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنهم في سَفَرِهم وحَضَرِهم؛ فإنْ وجَد خطَأً صحَّحَه وعدَّلَه، وإنْ وجَد صوابًا مدَحَه وأَثْنى عليه
وفي هذا الحديثِ يقولُ مُعاذُ بنُ أنَسٍ رضِيَ اللهُ عنه: "غزَوتُ"، أي: شارَكتُ في غزوَةٍ، "معَ نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم غزْوةَ كَذا وكذا"، أي: غزوَةً سمَّاها باسمِها، "فضيَّقَ النَّاسُ المنازِلَ"، أي: اتَّخَذ النَّاسُ أماكِنَ راحَتِهم بجِوارِ بعضِها البعْضِ حتَّى ضاق المكانُ، "وقَطَعوا الطَّريقَ"، أي: نصَبوا خيامَهم وحاجتَهم على الطَّريقِ فلا يَستطيعُ أحدٌ المرورَ، "فبعَث"، أي: فأرسَل "نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُنادِيًا يُنادي في النَّاسِ"، أي: رسولًا يبلِّغُهم رسالَةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بصوْتٍ عالٍ يَسمَعُه النَّاسُ جميعًا، "أنَّ مَن ضيَّقَ مَنزِلًا"، أي: مَن اتَّخَذ منزِلًا لغيرِ حاجةٍ فضيَّقَ على النَّاسِ، "أو قطَع طريقًا"، أي: نصَبَ خيمَتَه أو وضَع حاجتَه في الطَّريقِ، "فلا جِهادَ له"، أي: فلن يُحصِّلَ أجْرَ الجِهادِ ولا ثوابَه