باب ما يرجى فى القتل
حدثنا مسدد حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن منصور عن هلال بن يساف عن سعيد بن زيد قال كنا عند النبى -صلى الله عليه وسلم- فذكر فتنة فعظم أمرها فقلنا أو قالوا يا رسول الله لئن أدركتنا هذه لتهلكنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « كلا إن بحسبكم القتل ». قال سعيد فرأيت إخوانى قتلوا.
لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وقوع الفتن، وبين كيفية النجاة منها؛ حيث حذر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من الانخراط في الفتن، وحثهم على تجنبها واعتزالها
وفي هذا الحديث يقول الصحابي الجليل سعيد بن زيد: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر فتنة"، أي: فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن فتنة ستحدث وستقع بينهم، "فعظم أمرها"، أي: أعلى النبي صلى الله عليه وسلم من شأن الفتنة، وأنها ستكون فتنة عظيمة، "فقلنا- أو قالوا-"، أي: الصحابة رضي الله عنهم: "يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكنا"، أي: تعجب الصحابة رضي الله عنهم وأشفقوا على أنفسهم من تلك الفتنة حتى قالوا: لئن أدركتنا تلك الفتنة لسوف تقضي علينا جميعا وتضيع ديننا ودنيانا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلا، إن بحسبكم القتل"، أي: لا تخافوا واطمئنوا؛ فإن تلك الفتنة لن تضيع دينكم، فأقصى ما ستفعله فيكم القتل فقط
"قال سعيد"، أي: ابن زيد: "فرأيت إخواني قتلوا"، أي: تحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم وصدقت نبوءته، فما أصابنا من الفتنة إلا القتل فقط؛ حيث قتل إخواني في تلك الفتنة
وفي الحديث: الخوف من الفتن والاستعداد لها