باب من تقدم من جمع لرمي الجمار3
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه
عن عائشة: أن سودة بنت زمعة كانت امرأة ثبطة، فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تدفع من جمع قبل دفعة الناس، فأذن لها (1)
قال اللهُ تعالَى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، وقد ظَهَرَ هذا جَلِيًّا في مَناسِكِ الحجِّ مِن التَّيسيرِ على الناسِ، ورَفْعِ المَشقَّةِ عنهم، ورَفْعِ المَشقَّةِ عنهم، ورَحمتِها خُصوصًا بالضُّعفاءِ والنِّساءِ.
وفي هذا الحديثِ تَروي أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ أمَّ المؤمنينَ سَودَةَ بنتَ زَمْعةَ رَضيَ اللهُ عنها كانَت ضَخمةً سَمينةً بَطيئةَ الحَرَكةِ، فاسْتَأذنَت رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تَدفَعَ مِن المُزْدَلِفةِ إلى مِنًى قبْلَ دفْعِ النَّاسِ لَيلةَ يومِ النَّحْرِ، فأذِنَ لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لكَيْلا تَتأذَّى بالزِّحامِ. والمُزدلِفةُ اسمٌ للمكانِ الذي يَنزِلُ فيه الحجيجُ بعْدَ الإفاضةِ مِن عَرَفاتٍ، ويَبيتونَ فيه لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وفيه المَشعَرُ الحرامُ، وتُسمَّى جَمْعًا، وتَبعُدُ عن عَرَفةَ حوالي (12 كم)، وهي بجِوارِ مَشعَرِ مِنًى.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ تَقديمِ الضَّعَفةِ والنِّساءِ مِن مُزدلِفةَ إلى مِنًى قبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ وبعْدَ نِصْفِ اللَّيلِ.