باب من توضأ فترك موضعا لم يصبه الماء 1
سنن ابن ماجه
حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا جرير بن حازم، عن قتادة
عن أنس: أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد توضأ وترك موضع الظفر
لم يصبه الماء، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ارجع فأحسن وضوءك" (2).
أَمَرَ الشَّرْعُ بإتمامِ الوُضوءِ وإعطاءِ كُلِّ عُضوٍ حقَّه من الماءِ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رجلًا جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد توضَّأَ، وتَرَكَ على قدمِه مِثْلَ مَوضِعِ الظُّفْرِ"، أي: لَمْ يَصِلِ الماءُ إلى كامِلِ قدَمِه، والمرادُ بالظُّفْرِ: ظُفْرُ الإنسانِ، وهو إشارةٌ للتَّقليلِ مِنَ القَدْرِ الذي لم يَمَسَّه الماءُ الذي ربَّما يُدْرِكُ صاحِبُه أنَّه لا شيءَ فيه، ومع ذلك فقد أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّجُلَ أنْ يَرْجِعَ ويُحْسِنَ وُضوءَه، فقال له: "ارْجِعْ فأَحسِنْ وُضوءَك"، وإحسانُ الوُضوءِ هنا يَحْتمِلُ معنيَينِ: إمَّا إعادةُ الوُضوءِ، وإمَّا إعادةُ تَمريرِ الماءِ على العُضْوِ الذي لم يُصِبْه الماءُ.