باب من سئل عن علم فكتمه 3
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم يعلمه فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار" (3).
زكاةُ العِلمِ نَشرُه وإذاعتُه، وقدْ أخَذَ اللهُ الميثاقَ على الذين أُتوا الكتاب والعلمَ أنْ يُبيِّنوه للناسِ، وحذَّرَ مِن منْعِه وكتْمِه عن النَّاسِ،
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "مَن سُئِلَ عن عِلمٍ فكَتَمه"، أي: كعالمٍ يمنعُ عِلمَه وفُتياهُ لِمَن يَحتاجُ إلى ذلكَ أو كَمنْ عِندَه علمٌ فيهِ مَنفعةٌ للناسِ، فإذا مَنعَه ولم يَنشُرْه فيهِم أصابَهم ضررٌ أو ما شابَه، "ألْجَمه اللهُ بلِجامٍ مِن نارٍ يومَ القِيامةِ"، أي: إنَّ الجَزاءَ مِن جِنسِ العملِ فعِقابُه عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ حيثُ يَضعُ اللهُ في فمِهِ قِطعةً مِن حديدٍ مِن نارٍ يومَ القيامةِ، و"اللِّجامُ": ما يُوضَعُ في فمِ الفَرسِ لتُقادُ بهِ.
وفي الحديثِ: الترهيبُ الشديدُ مِن كتْمِ العِلمِ، وهذا يَستلزِمُ الأمرَ بنَشرِ العِلمِ بينَ الناسِ وتَعليمِه لهم.