باب من صلى وبينه وبين القبلة شيء 2
سنن ابن ماجه
حدثنا بكر بن خلف، وسويد بن سعيد، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن زينب بنت أبي سلمة
عن أمها، قالت: كان فراشها بحيال مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (2).
دحضَتِ الشَّريعَةُ الإسْلاميَّةُ ما كان في الجاهليَّةِ واليهوديَّةِ من اعْتِقاداتٍ فاسِدةٍ في المرْأةِ وشُؤونِ طَهارتِها، ومُجالسَتِها، فأَظْهَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بأفْعالِه تيْسيرَ الشَّريعَةِ الإسْلاميَّة في ذلك.
وفي هذا الحديثِ تُخبرُ أُمُّ سلَمَةَ زوْجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَت: أنَّه كان "فِراشُها"، أي: الَّتي تَنامُ، وتَجلِسُ عليهِ "حِيالَ"، أي: تِلْقاءَ وجْهِه، أي: في جِهَةِ الوجْهِ وأمامَه أو بِجانِبِه، "مسْجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ"، وهو المكانُ والموضِعُ الَّذي اتَّخذَه ليُصلِّي فيهِ في بيْتِه، وقدْ ورَدَ مثْلُ ذلك عن بعْضِ أمَّهاتِ المُؤْمنين، وأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يصلِّي على الفِراشِ وهُنَّ أمامَهُ، ورُبَّما لامَسَ ثوْبُه جسَدَهنَّ وهو يسْجُدُ، ومع هذه الحالِ لمْ يقْطَعِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَه، ولمْ يُعِدْها مرَّةً أُخرى.
وفي الحَديثِ: أنَّ نوْمَ المرأَةِ بجانِبِ زوْجِها أو أمامَهُ وهو يُصلِّي لا يُفسِدُ الصَّلاةَ ولا يَقطَعُها.
وفيهِ: استِعْمالُ الفَرْشِ في البُيوتِ.