باب من ضحى بشاة عن أهله2
سنن ابن ماجه
حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن يوسف (ح)
وحدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق، جميعا عن سفيان الثوري، عن بيان، عن الشعبي
عن أبي سريحة، قال: حملني أهلي على الجفاء بعدما علمت من السنة، كان أهل البيت يضحون بالشاة والشاتين، والآن يبخلنا جيراننا (2)
في هذا الخبرِ يَقولُ أبو سَرِيحةَ حُذيفةُ بنُ أَسِيدٍ الغِفاريِّ: "حَمَلني أَهْلي على الجَفاءِ"، لِمَا يلحَقُهم مِن الإنكارِ واللَّومِ عليهم في أُضْحيَّتِهم، "بعدَما علِمْتُ مِن السُّنَّةِ"، أي: مِن سُنَّةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الأُضحيَّةِ، "كان أهْلُ البَيتِ يُضحُّونَ بالشَّاةِ والشَّاتَينِ"، أي: يُكثِرونَ في الأَضاحي مُفاخرَةً ومُباهاةً، وكانتِ السُّنَّةُ أنَّه يُجْزِئُ في الأُضحيَّةِ عن أهلِ البيتِ الشَّاةُ الواحدةُ، لِمَا ورَدَ مِن أخبارٍ تُفيدُ هذا الحُكمَ.
وقولُه: "والآن يُبَخِّلُنا جِيرانُنا"، أي: يَنسُبونَنا إلى البُخلِ والشُّحِّ إنْ اكْتَفينا بالواحدةِ اتِّباعًا لتلك السُّنَّةِ. وفي رِوايةِ الطَّبرانيِّ: "رأَيْت أبا بكرٍ وعمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما وما يُضحِّيانِ؛ مَخافةَ أنْ يُسْتَنَّ بهما، فحَمَلني أهلي على الجَفاءِ بعدَ أنْ علِمْتُ مِن السُّنَّةِ"، أي: مِن فِعْلِهما وهَدْيِهما في الأُضحيَّةِ.
وفي الحديثِ: تَيسيرُ الشَّرعِ في الأضاحي، وأنَّه تُجْزِئُ شاةٌ واحدةٌ عن أهلِ البيتِ الواحدِ وإنْ كانوا عددًا كثيرًا.