باب من قال تغتسل من طهر إلى طهر
بطاقات دعوية
حدثنا محمد بن جعفر بن زياد، وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن أبي اليقظان، عن عدي بن ثابت، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم في «المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغتسل وتصلي، والوضوء عند كل صلاة» قال أبو داود: «زاد عثمان وتصوم وتصلي»
علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أحكام الطهارة للرجال والنساء، ومن ذلك أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة فيما يخص النساء، وفي هذا الحديث بيان لبعض أحكام الاستحاضة، حيث تخبر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة أستحاض" والاستحاضة: هي جريان الدم من فرج المرأة في غير أوان الحيض أو مع طول مدته أكثر من المعتاد، ويعرف دم الاستحاضة بأنه: سيلان دم عرق في أدنى الرحم يسمى العاذل، لونه أحمر، رقيق، غير منتن، يتجمد إذا خرج من الرحم، بخلاف دم الحيض؛ فإنه على العكس من ذلك. "فلا أطهر" بيان أن أغلب أحوال وقتها على تلك الحالة، "أفأدع الصلاة؟" ظنا منها أنه شبيه بالحيض الذي يمنع الصلاة والصيام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا، اجتنبي الصلاة أيام محيضك" لا تصلي في مدة الحيض المعروفة لك أو لأمثالك، "ثم اغتسلي" تطهر من هذا الحيض بالاغتسال، "وتوضئي لكل صلاة، ثم صلي"، وقد بينت السنة والروايات: أن المستحاضة تؤمر بالاحتياط في طهارة الحدث والنجس، فتغسل فرجها قبل الوضوء، وتحشو فرجها بقطنة أو خرقة؛ دفعا للنجاسة، وتقليلا لها، فإن لم يندفع الدم بذلك شدت مع ذلك على فرجها ما يلجمه ويغلقه، ثم تتوضأ بعد ذلك لكل صلاة، "وإن قطر الدم على الحصير"، أي: وإن غلبها بعد احتياطها له، وهو للمبالغة بعدم ترك الصلاة وقت الاستحاضة. "وقد قال وكيع" وهو ابن الجراح، شيخ أحمد بن حنبل، قال في روايته: "اجلسي أيام أقرائك، ثم اغتسلي"، يعني: امتنعي عن الصلاة والصوم أيام حيضك، ثم تطهر بالاغتسال إذا انقطع عنها دم الحيض
وفي الحديث: بيان أهمية الصلاة وكيفية أداء المستحاضة لها مع التحرز