باب من لم يبال من حيث كسب المال
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه؛ أمن الحلال أم من الحرام؟ "
حَثَّ الإسلامُ على تَحرِّي طَلَبِ الحلالِ مِن الرِّزقِ في كلِّ مَكاسبِ الحَياةِ، وبيَّن ما يكونُ عليه مِن الأجْرِ والثَّوابِ، كما حذَّرَ مِن أخْذِ الحرامِ بكلِّ صُوَرِه وفي كافَّةِ مَناحي الحياةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ سَوفَ تَتغيَّرُ بهم الأحوالُ، وتَتبدَّلُ بهم الأزمانُ، ويَأتي عليهم زَمانٌ يَضْعُفُ فيه الدِّينُ، وتَفسُدُ الضَّمائرُ والذِّممُ، ويَتكالَبُ النَّاسُ فيه على جَمْعِ المالِ، ولا يُبالي المَرءُ مِن أينَ أصابَ المالَ؛ مِن حَلالٍ أو حَرامٍ، فلا تُهِمُّه الوَسيلةُ الَّتي اكتَسَبَ بها المالَ، والطَّريقَ الَّذي أَخَذَه مِنه، سواءٌ كان مِن كَسْبٍ حَلالٍ، كالبيعِ المَبرورِ، وعَمَلِ اليدِ، أمْ مِن الحرامِ، كالاختِلاسِ والرِّبا، والقِمارِ والرِّشْوةِ، وغيرِها، فَهَدَفُهم وغايتُهم جَمْعُ الأموالِ والتَّكسُّبُ دونَ تَحرِّي الحَلالِ والحرامِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ الشَّديدُ مِن اكتِسابِ المالِ مِن الطُّرقِ غيرِ المَشروعةِ.
وفيه: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا يكونُ عليه النَّاسُ في آخِرِ الزَّمانِ، وهو مِن بابِ الذَّمِّ والتَّحذيرِ، وهو مِن مُعجِزاتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.