باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى
حدثنا قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبى الرجال عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى عن أبيه أبى سعيد قال قال رسول الله « من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف ». فقلت ناقتى الياقوتة هى خير من أوقية. قال هشام خير من أربعين درهما فرجعت فلم أسأله شيئا زاد هشام فى حديثه وكانت الأوقية على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعين درهما.
حث ديننا الحنيف المؤمن على العفاف والاستغناء عن الخلق، وألا يسأل المسلم الناس إلا إذا كان مضطرا، وسبب هذا الحديث: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه أرسلته أمه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم مالا لحاجة كانت بهم، فلما استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه عرف ما يريد، فحثه على العفة والاستكفاء بالله، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من سأل"، أي: طلب من الناس أن يساعدوه بالمال، "وله قيمة أوقية"، والأوقية كانت تساوي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين درهما، "فقد ألحف"، أي: ألح بشدة في السؤال وهذا منهي عنه، قال أبو سعيد رضي الله عنه: "فقلت"، أي: في نفسي: "ناقتي الياقوتة"، أي: المسماة بذلك، "هي خير من أوقية، قال هشام"، أي: ابن عمار أحد رواة الحديث: "خير من أربعين درهما، قال: فرجعت، فلم أسأله شيئا"، أي: فلم أطلب منه شيئا من المال