باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما2
سنن الترمذى
حدثنا سفيان بن وكيع، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر قال: أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال قال: أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد قال: أخبرني أبي أسامة بن زيد، قال: طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي. قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما». «هذا حديث حسن غريب»
النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرحَمُ النَّاسِ بأُمَّتِه، وقدْ تجَلَّت هذه الرَّحمةُ في كلِّ شُؤونِ حَياتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومِن ذلك رَحمَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأطْفالِ وحُبُّه إيَّاهم والتَّرفُّقُ بهم.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أُسامةُ بنُ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يأخُذُه هو ويُجلِسُه على فَخِذِه، ويُجلِسُ الحسَنَ بنَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما -وابنَ فاطمةَ بِنتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- على فَخِذِه الآخَرِ، ويَضُمُّهما، كما في رِوايةٍ أُخْرى عندَ البُخاريِّ، ويَدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ لهما ويَقولُ: «اللَّهمَّ إنِّي أُحِبُّهما فأَحِبَّهما».
وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ عَظيمةٌ لأُسامةَ بنِ زَيدٍ والحسَنِ بنِ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفِيهِ: تَرْغيبٌ على حُبِّ الحسَنِ بنِ علِيٍّ وأُسامةَ بنِ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهم.