باب مناقب خالد بن الوليد رضي الله عنه
سنن الترمذى
حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا يا أبا هريرة»؟ فأقول: فلان، فيقول: «نعم عبد الله هذا»، ويقول: «من هذا»؟ فأقول: فلان، فيقول: «بئس عبد الله هذا»، حتى مر خالد بن الوليد، فقال: «من هذا»؟ فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال: «نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله»: «هذا حديث غريب، ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبي هريرة، وهو عندي حديث مرسل» وفي الباب عن أبي بكر الصديق
قال: "حتَّى مَرَّ"، أي: ظَلَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَسألُ وأبو هريرةَ رَضيَ اللهُ عنه يُجيبُ حتَّى مَرَّ "خالدُ بنُ الوليدِ" بنِ المُغيرةِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزومٍ، القُرَشيُّ المَخْزوميُّ، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "مَنْ هذا" الرَّجُلُ؟ فقال أبو هريرة رَضيَ اللهُ عنه: قُلْتُ "هذا خالدُ بنُ الوليدِ"، ولعلَّ في هذا إشعارًا بأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في خَيْمةٍ وأبو هريرة رَضيَ اللهُ عنه خارِجَها، وإلا فمِثْلُ خالدِ بنِ الوليدِ رَضيَ اللهُ عنه لا يَخْفى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "قال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "نِعْمَ عبدُ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ"، هذا، أو هو "سيفٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ"، أي: سَلَّهُ اللهُ على المشركين وسلَّطَهُ على الكافرينَ، وقيل: أي: هو في نَفْسِهِ كالسَّيفِ في إسراعِهِ لتَنْفيذِ أوامِرِ اللهِ تعالى لا يَخافُ فيه لومةَ لائمٍ.
وفي الحديث: فضيلةٌ ومَنْقبةٌ لخالدِ بنِ الوليدِ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: ذِكرُ مَساوئِ الرَّجُلِ ليَحذرَ الناسُ من شَرِّه.