باب هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة 10
بطاقات دعوية
عن أنس خادم النبى - صلى الله عليه وسلم - قال قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس فى أصحابه أشمط (83) غير أبي بكر (572 - وفى رواية معلقة: فكان أسن أصحابة أبو بكر)، فغلفها بالحناء والكتم. [حتى قنأ لونها].
أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه هو خَيرُ هذه الأُمَّةِ بعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ مِن أكثَرِهمُ امْتِثالًا لأمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واتِّباعًا لهَدْيِه.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَدِم المَدينةَ لمَّا هاجَرَ إليها، وليس في أصْحابِه المُهاجِرينَ «أشمَطُ»، أي: قدْ خالَطَ شَعرَه الأسوَدَ بَياضٌ، «غيرَ أبي بَكرٍ» رَضيَ اللهُ عنه، وفي رِوايةٍ: «فكان أسَنَّ أصْحابِه»، أي: أكبَرَ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمرًا؛ وإلَّا فإنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان أسَنَّ وأكبَرَ مِن أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، والمُرادُ: ظُهورُ الشَّيبِ والبَياضِ في شَعرِ رَأسِه ولِحيَتِه، «فغَلَفَها»، أي: غَطَّاها وستَرَها، أو صبَغَها بالحِنَّاءِ والكَتَمِ، وهو نَبتٌ يُصبَغُ به، وصِبغُه أصفَرُ، وقيلَ: أسوَدُ يَميلُ إلى الحُمْرةِ، وصبْغُ الحِنَّاءِ أحمَرُ، وإذا خُلِطَا معًا يَخرُجُ صِبغُهما أسوَدَ مائِلًا إلى الحُمرةِ. وفي رِوايةٍ: «حتَّى قَنَأ لونُها»، أيِ: اشتَدَّتْ حُمرَتُها حتَّى ضرَبَتْ إلى السَّوادِ.
وقد ورَد في نُصوصِ السُّنَّةِ أمْرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتَغيِيرِ الشَّيْبِ والنَّهيُ عن صَبْغِ الشَّعرِ باللَّونِ الأسوَدِ كما في صَحيحِ مُسلِمٍ مِن حديثِ جابرِ بنِ عبْدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما، وأيضًا ورَدَ النَّهيُ عن نَتْفِه كما في سُنَنِ أبي داودَ مِن حَديثِ عَبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهُما.