باب وقت صلاة الفجر 4

سنن ابن ماجه

باب وقت صلاة الفجر 4

حدثنا محمد بن الصباح، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، سمع عاصم بن عمر بن قتادة - وجده بدري - يخبر عن محمود بن لبيد
عن رافع بن خديج أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر" أو "لأجركم" (1).

بَيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه مَواقِيتَ الصَّلاةِ، وعَلَّمَهم كَيفيَّةَ حِسابِ الوقتِ مع حَركةِ الشَّمسِ للصَّلاةِ نهارًا، وحَركةِ القَمرِ للصَّلاةِ ليلًا.
وفي هذا الحَديثِ يأمْرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإقامَةِ صَلاةِ الصُّبْحِ في وقْتِها فيقولُ: "أَصبِحوا بالصُّبحِ"، وفي روايةٍ: "أَسْفِروا بالفَجرِ"، أي: صلُّوا الصُّبحَ عند طُلوعِه؛ وهو رُؤيَةُ الفجْرِ الصَّادِقِ في السَّماءِ، وهو الضِّياءُ المعترِضُ في الأُفُقِ؛ وقيلَ: هذا أمْرٌ بالتَّثبُّتِ في طُلوعِ الفَجْرِ كلَّ يومٍ ليُصلَّى في وقْتِه، فلا يِتمُّ الخَطأُ منَ الصَّلاةِ قبلَ الوقْتِ، أو هذا في اللَّيالِي المقْمِرَةِ الَّتي لا يتَّضحُ فيها الفَجْرُ؛ فهذا الأمْرُ وارِدٌ فيها بالتَّحرِّي والتَّحقُّقِ للفَجْرِ؛ "فإنَّه أعظَمُ لأُجورِكم أو أعظَمُ للأجْرِ"، أي: كلَّما تَباينتُم لوقتِ الصُّبحِ وتَثبَّتُم فيه عاد ذلك عليكُمْ بالأجْرِ العظيمِ والمُكتمِل.