باب وقت صلاة المغرب 3
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن يحيى، حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا عباد بن العوام، عن عمر بن إبراهيم، عن قتادة، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسعن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم" (1).
قال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه: سمعت محمد بن يحيى يقول: اضطرب الناس في هذا الحديث ببغداد، فذهبت أنا وأبو بكر الأعين إلى العوام بن عباد بن العوام، فأخرج إلينا أصل أبيه، فإذا الحديث فيه.
* [قال أبو الحسن القطان]: حدثنا أبو يحيى الزعفراني، حدثنا إبراهيم بن موسى نحوه (2).
صلاةُ المغرِبِ وقتُها ضَيِّقٌ، والتَّعجيلُ بها أمرٌ قد حثَّ عليهِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم،
وفي هذا الحَديثِ يقولُ مَرثدُ بنُ عبدِ اللهِ: لمَّا ذَهبَ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ إلى مِصرَ غازِيًا، وكانَ عُقبةُ بنُ عامرٍ يومَئذٍ واليًا على مِصرَ، أي: أميرًا عليها لمعاويةَ بنِ أَبي سُفيانَ، "فأخَّرَ المغربَ"، أي: لم يُصلِّها في أوَّلِ وقتِها، "فقامَ إليهِ أبو أيُّوبَ فقالَ لهُ: ما هذِهِ الصَّلاةُ يا عُقبةُ؟" فقالَ عقبةُ رضِيَ اللهُ عنْه: "شُغِلْنا"، أي: هناكَ ما شَغلَنا عن صَلاتِها في أوَّلِ وقتِها، وهذا مِن الأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عن المنكرِ ونُصحِ الأئمَّةِ؛ لأنَّ أبا أيُّوبَ مِن الصَّحابةِ الكِرامِ وهوَ أعلمُ بوقْتِ الصَّلاةِ.
فقالَ أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنْه: أمَا سمعتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: "لا تَزالُ أُمَّتي بخيرٍ- أو قالَ: على الفِطرةِ-"، أي: يستمرُّ أمرُ الأمَّةِ على الخيرِ والسُّنَّةِ أو فِطرة الإسلامِ وفِطرة الحقِّ، "ما لم يُؤخِّروا المغرِبَ إلى أن تشتبِكَ النُّجومُ"، أي: إلى وقتِ ظُهورِها حتى لا يَخفى مِنها شيءٌ.
وفي الحديثِ: الحثُّ عَلى تَعجيلِ صلاةِ المغربِ.