باب: ومن سورة البقرة21
سنن الترمذى
حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت قال: «وما أهلكك»؟ قال: حولت رحلي الليلة، قال: فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا، قال: فأوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [البقرة: 223] أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة: " هذا حديث حسن غريب، ويعقوب بن عبد الله الأشعري هو: يعقوب القمي "
الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ شَريعةٌ سَمْحةٌ نَقيَّةٌ، وقدْ نهَتْ عن كلِّ فِعلٍ مُستقذَرٍ، وأمَرَتْ بكلِّ ما يُصلِحُ الخَلقَ، وكلِّ يَحتاجون إليه.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ سَلمةَ رضِيَ اللهُ عنها عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في قولِه: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، "يَعْني صِمَامًا واحدًا"، أي: ثُقبًا واحِدًا، وهو القُبُلُ، والمعنى: ائتُوا حَرْثَكم أنَّى شِئْتُم، والحرثُ مَوضِعُ الزَّرعِ مِن المرأةِ، وهو قُبلُها الَّذي يُبتَغى فيها الولَدُ؛ فلَكُم إتيانُها مُقبِلةً ومُدبِرةً، وكيفَما شِئتُم ما دام الإيلاجُ في الفَرجِ ولا يُجاوِزُه إلى الدُّبرِ؛ فإنَّ ذلك منهيٌّ عنه، وهو أمرٌ مُستقْذَرٌ، وله أضرارٌ كثيرةٌ .