باب: ومن سورة بني إسرائيل6
سنن الترمذى
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع، عن داود بن يزيد الزعافري، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79] وسئل عنها قال: «هي الشفاعة»: " هذا حديث حسن، وداود الزعافري هو: داود الأودي بن يزيد بن عبد الرحمن وهو عم عبد الله بن إدريس "
لقد كرَّم اللهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وأعطاه المَقامَ المحمود وهو الشَّفاعةُ.
العُظمَى، وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عنه: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في المرادِ في قولِه"، أي: في قولِ اللهِ تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، أي: المنزلةَ يومَ القيامةِ الَّتي يَحمَدُه لأجلِها جميعُ أهلِ الموقفِ، "وسُئِل عنها"، أي: سُئِل النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن تِلك الآيةِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "هي الشَّفاعةُ"، أي: مَقامُ الشَّفاعةِ العُظْمى، وهي الشَّفاعةُ في فَصْلِ القضاءِ بينَ العبادِ، وهو المقامُ الَّذي يَرغَبُ إليه فيه الخلقُ كلُّهم، حتَّى إبراهيمُ، ويَغْبِطُه به الأوَّلون والآخِرون، وقيل: هو مَقامُ شَفاعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يومَ القِيامةِ لأمَّتِه، وشفاعتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أقسامٌ؛ منها الشَّفاعةُ العُظمى المذكورةُ هنا، ومنها الشَّفاعةُ الَّتي تَكونُ للمُذْنِبين من أهلِ التَّوحيدِ، في إخراجِهم مِن النَّارِ، وإدخالِهم الجنَّةَ، أو زيادةِ درَجاتِهم في الجنَّةِ، ومنها الشَّفاعةُ في إدخالِ الجنَّةِ مِن غيرِ حِسابٍ، أو رفْعِ الدَّرَجاتِ يَومَ القيامةِ، كلٌّ بحسَبِ حالِه.