ترك القنوت 2
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، عن خلف وهو ابن خليفة، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبيه، قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقنت، وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت، وصليت خلف عمر فلم يقنت، وصليت خلف عثمان فلم يقنت، وصليت خلف علي فلم يقنت»، ثم قال: يا بني إنها بدعة
كان الصَّحابةُ رضي اللهُ عنهم يَحرِصون أشدَّ الحِرصِ على تَبليغِ سُنَّة النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى مَن بعدَهم وعلى التَّشديدِ بِعَدمِ الغُلوِّ أوِ التَّفريطِ فيها
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ طارقُ بنُ أُشيمٍ رضِيَ اللهُ عنه: "صلَّيتُ خَلْفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمْ يَقنُتْ"، والقُنوتُ هو اسمٌ للدُّعاءِ في الصَّلاةِ في محلٍّ مَخصوصٍ من القِيامِ، "وصلَّيتُ خلفَ أبي بَكرٍ فلم يقنُتْ، وصلَّيتُ خلفَ عُمرَ فلم يقنُتْ، وصلَّيتُ خَلْفَ عُثمانَ فلم يَقنُتْ، وصلَّيتُ خَلْفَ عليٍّ فلم يقنُتْ"، أي: وكذلك الخُلفاءُ من بَعدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يقنُتْ أحدٌ منهم
ثمَّ قال طارقٌ لابنِه أبي مالكٍ الأشجعيِّ:"يا بُنيَّ، إنَّها بدعةٌ"، يعني أنَّ القُنوتَ في الصَّلاةِ بدعةٌ، لم يَفعلْه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا الخُلفاءُ الرَّاشدون رضي اللهُ عنهم، وقد وُجِّه هذا النَّفيُ على الاستمراريَّةِ والدَّوامِ، وإلَّا فقد ثَبت عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم القُنوتُ في النَّوازلِ كما في الصَّحيحِ عن أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه، قال: كان القُنوتُ في المغربِ والفَجرِ