حديث أبي جحيفة 14
مستند احمد
حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: رأيت بلالا يؤذن ويدور، وأتتبع فاه هاهنا وهاهنا وأصبعاه في أذنيه، قال: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء أراها من أدم» قال: فخرج بلال بين يديه بالعنزة فركزها، «فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، قال عبد الرزاق: وسمعته بمكة قال: بالبطحاء، يمر بين يديه الكلب والمرأة والحمار، وعليه حلة حمراء، كأني أنظر إلى بريق ساقيه " قال سفيان: «نراها حبرة»
شُرِعَ الأذانُ لإعلامِ النَّاسِ بدُخولِ وَقتِ الصَّلاةِ؛ ولذلك المَقصدِ يَنْبغي في المُؤذِّنِ أنْ يكونَ صاحبَ صَوتٍ عالٍ؛ ليَبلُغَ صَوتُه أكبرَ عدَدٍ مُمكنٍ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو جُحيفةَ وَهْبُ بنُ عبدِ اللهِ السُّوائيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رأى بِلالَ بنَ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه وهو يُؤذِّنُ، فرَآه يَستديرُ يَمينًا وشِمالًا بفَمِه ووَجْهِه وهو يُؤذِّنُ، وفي روايةِ مُسلمٍ قال: «فجعَلْتُ أتتَبَّعُ فاه هاهنا وهاهنا -يقولُ: يَمينًا وشِمالًا- يقولُ: حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفَلاحِ»؛ فدلَّ هذا على أنَّ الاستِدارةَ المُشارَ إليها في الحديثِ إنَّما هي في الحَيعَلَتينِ، فيَلتفِتُ برَأسِه يَمينًا عندَ قولِه: «حيَّ على الصَّلاةِ»، ويَلتفِتُ برَأسِه يَسارًا عندَ قولِه: «حيَّ على الفلاحِ»، وفائدةُ الالتفاتِ يَمينًا ويَسارًا إيصالُ الصَّوتِ لِأبعَدَ ما هو مُمكِنٌ؛ حتَّى يَسمَعَه الناسُ
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الالْتِفاتِ يمينًا ويَسارًا في الأذانِ عِندَ الحَيعلتَينِ