حديث أبي جحيفة 15
مستند احمد
حدثنا أبو داود، حدثنا عمر بن أبي زائدة، حدثني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: «رأيت قبة حمراء من أدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيت بلالا خرج بوضوء ليصبه فابتدره الناس، فمن أخذ منه شيئا تمسح به، ومن لم يجد منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه، ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج في حلة حمراء مشمرا، ورأيت بلالا أخرج عنزة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إليها يمر من ورائها الدواب والناس»
شُرِعَ الأذانُ لإعلامِ النَّاسِ بدُخولِ وَقتِ الصَّلاةِ؛ ولذلك المَقصدِ يَنْبغي في المُؤذِّنِ أنْ يكونَ صاحبَ صَوتٍ عالٍ؛ ليَبلُغَ صَوتُه أكبرَ عدَدٍ مُمكنٍ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو جُحيفةَ وَهْبُ بنُ عبدِ اللهِ السُّوائيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه رأى بِلالَ بنَ رَباحٍ رَضيَ اللهُ عنه وهو يُؤذِّنُ، فرَآه يَستديرُ يَمينًا وشِمالًا بفَمِه ووَجْهِه وهو يُؤذِّنُ، وفي روايةِ مُسلمٍ قال: «فجعَلْتُ أتتَبَّعُ فاه هاهنا وهاهنا -يقولُ: يَمينًا وشِمالًا- يقولُ: حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفَلاحِ»؛ فدلَّ هذا على أنَّ الاستِدارةَ المُشارَ إليها في الحديثِ إنَّما هي في الحَيعَلَتينِ، فيَلتفِتُ برَأسِه يَمينًا عندَ قولِه: «حيَّ على الصَّلاةِ»، ويَلتفِتُ برَأسِه يَسارًا عندَ قولِه: «حيَّ على الفلاحِ»، وفائدةُ الالتفاتِ يَمينًا ويَسارًا إيصالُ الصَّوتِ لِأبعَدَ ما هو مُمكِنٌ؛ حتَّى يَسمَعَه الناسُ
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الالْتِفاتِ يمينًا ويَسارًا في الأذانِ عِندَ الحَيعلتَينِ