حديث أبي موسى الأشعري 100
مستند احمد
حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا حفص بن غياث، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أبي موسى الأشعري قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من قومي بعدما فتح خيبر بثلاث «فأسهم لنا ولم [ص:408] يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا»
الأشْعَريُّونَ قَومُ الصَّحابيِّ أبي مُوسى الأشْعَريِّ رَضيَ اللهُ عنه، هم قَبيلةٌ مِن أهلِ اليمَنِ، لهم فَضلٌ كَبيرٌ، وخُلقٌ نَبيلٌ، وقد أكرَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وِفادَتَهم، وأثْنى عليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وهذا الحَديثُ جُزءٌ مِن حَديثٍ طَويلٍ أخْرَجَه البخاريُّ يَرْوي فيه أبو مُوسى الأشْعَريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه خرَج معَ أكثرَ مِن خَمسينَ رَجلًا مِن اليَمَنِ مُهاجِرًا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَدينةِ، فلمَّا رَكِبُوا في السَّفِينَةِ احْتَمَلَتْهُمُ الرِّيحُ إلى الحَبَشَةِ، فقَابَلُوا جَعْفَرَ بنَ أبي طَالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه ومَن كان معه مِنَ المُهاجِرين إلى الحَبَشَةِ، فمَكَثُوا معهم إلى أنْ قَدِموا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جميعًا بعْد فَتْحَ خَيْبرَ، وخَيْبرُ قَريةٌ كان يَسكُنُها اليَهودُ، وكانت ذاتَ حُصونٍ ومَزارِعَ، وتَبعُدُ نحوَ 173 كم تَقْريبًا منَ المَدينةِ إلى جِهةِ الشَّامِ، وقد غَزاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمسلمون، وفتَحَها اللهُ لهم في السَّنةِ السَّابعةِ مِنَ الهِجْرةِ
ويَذكُرُ أبو مُوسى الأشْعَريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قسَمَ لهم مِن الغَنيمةِ الَّتي أحْرَزَها المُسلِمونَ، ولم يُعْطِ أحدًا لم يَشهَدِ القِتالَ إلَّا الأشعريِّينَ، وجَعفرَ بنَ أبي طالبٍ ومَن معه رَضيَ اللهُ عنهم