حديث البراء بن عازب 25
مستند احمد
حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد العزيز بن مسلم، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي ليلى، عن البراء بن عازب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من الحق على المسلمين يوم الجمعة أن يغتسل، ويمس طيبا إن وجد، فإن لم يجد طيبا، فالماء طيب»
كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ النَّظافةَ والطَّهارةَ والتَّجَمُّلَ بقَدرِ الاستِطاعةِ، وقد حَثَّ المُسلِمينَ على ذلك
كما يُبَيِّنُ هذا الحَديثُ، فيَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "حَقُّ كُلِّ مُسلِمٍ السِّواكُ"، والمَعنى: أنَّ السِّواكَ حَقٌّ على كُلِّ مُسلِمٍ أنْ يَحمِلَه لِيُكثِرَ استِخدامَه في أغلَبِ الأوقاتِ، فهو يُطَيِّبُ الفَمَ، ويُزِيلُ القَلَحَ وبَقايا الطَّعامِ مِنَ الأسنانِ، والسِّواكُ يُؤخَذُ مِن أعوادِ شَجَرةِ الأراكِ، "وغُسلُ يَومِ الجُمُعةِ"، وكذلك الاغتِسالُ لِأجلِ صَلاةِ الجُمُعةِ، فهو حَقٌّ على المُسلِمِ، والمُرادُ به الاغتِسالُ، والتَّطَهُّرُ والتَّنَظُّفُ بالماءِ، "وأنْ يَمَسَّ مِن طِيبِ أهلِه إنْ كانَ"، فيَضَعَ المُسلِمُ مِن عِطرِ زَوجَتِه إنْ كانَ ذلك مُتاحًا ومُتَيسِّرًا عِندَه، والمُرادُ مِن هذه العِبارةِ أنَّه لا يَتكَلَّفُ بطَلَبِ طِيبٍ، بل ما وَجَدَه في مَنزِلِه، وإلَّا فالماءُ له طِيبٌ
وهذه الأُمورُ كُلُّها مِنَ التَّجمُّلِ المُباحِ الذي يُظهِرُ المُسلِمَ بمَظهَرٍ طَيِّبٍ، وهَيئةٍ حَسَنةٍ بَينَ الناسِ، وفي الصَّلاةِ بَينَ يَدَيِ اللهِ، وقد جَعَلَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَقِّ كُلِّ مُسلِمٍ، فليس في ذلك مَخيلةٌ، ولا إسرافٌ، بل هي مِمَّا يَنبَغي على المُسلِمِ فِعلُه والالتِزامُ به