حديث البراء بن عازب 33
مستند احمد
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي إسحاق الكوفي، عن البراء بن عازب، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه»
[ص:467]
لصَلاةِ الجَماعةِ والحِرْصِ على صُفوفِها الأُولى فَضْلٌ عظيمٌ، وكذلك للمُؤذِّنينَ الَّذين يُنادُونَ بها- أجرٌ عظيمٌ عندَ اللهِ سُبحانَه وتعالى
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّونَ"، والمرادُ بالصَّلاةِ مِن اللهِ على العبدِ: الثَّناءُ عليه عند الملائكةِ في الملأِ الأعلى، وقيل: الرَّحمةُ والمغفرةُ والتَّطهيرُ، وقيل: كلاهما، والصَّلاةُ عليه مِن الملائكةِ: أن تستغفِرَ وتدعُوَ للعبدِ، "على الصَّفِّ المُقدَّمِ"
أي: الأوَّلِ، "والمُؤذِّنُ يُغفَرُ له بمَدِّ صوتِه"، أي: يغفِرُ اللهُ له ذنوبَه غايةَ المغفرةِ إذا بلَغ غايةَ صوتِه ونهايتَه، "ويُصدِّقُه مَن سمِعَه"، أي: يشهَدُ له يومَ القيامةِ كلَّ شيءٍ سَمِع أذانَه "مِن رَطْبٍ ويابسٍ" أي: كلُّ نباتٍ وحجَرٍ وما في معناهما، بل كلُّ مخلوقٍ مِن إنسٍ وجِنٍّ وحيوانٍ وغيرِ ذلكَ، "وله مِثْلُ أجرِ مَن صلَّى معه"، أي: للمُؤذِّنِ مِثْلُ أجرِ الَّذين حضَروا للصَّلاةِ معه بهذا الأذانِ، وقيل: إنْ كان إمامًا، أو مع إمامِه، إنْ كان مُقتدِيًا بإمامٍ آخَرَ
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في الصَّلاةِ في الصَّفِّ الأوَّلِ
وفيه: الحثُّ والتَّرغيبُ في الأذانِ
وفيه: شهودُ الأرضِ بما يحدُثُ عليها مِن حسَناتٍ لصاحبِها