حديث جابر بن سمرة السوائي65
مسند احمد
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان قال: سمعت المسيب بن رافع، يحدث عن تميم بن طرفة، عن جابر بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه خرج على أصحابه، فقال: " ما لي أراكم عزين؟ " وهم قعود
أُمَّةُ الإسلامِ أمَّةٌ واحدةٌ، وقد حَرَصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على وَحدتِها وجمْعِ كَلمتِها؛ لتكونَ يدًا واحدةً على مَنْ سواهم، سواءٌ في صلاتِهم، أو في حياتِهم العامَّةِ.
وفي هذا الحديثِ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَلَ المسجِدَ، وأصحابُه حِلَقٌ، أي: مُتفرِّقونَ، كُلُّ جماعةٍ منهم مُستديرةٌ في حَلْقَةٍ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ما لي أراكم عِزِينَ؟!»، أي: مُتفرِّقين، فأنكَرَ عليهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كَوْنَهم مُتفرِّقينَ، كُلُّ جماعةٍ في حَلْقةٍ، ولا يجمعهم مجلِسٌ واحدٌ، وإنَّما ينبغي أنْ يكونوا مُجتمِعينَ؛ وذلك لأنَّ تفرُّقَ الأبدانِ ربَّما أدَّى إلى تَفرُّقِ القلوبِ، وهو ما يَنشأُ عنه كلُّ شرٍّ.
وفي الحديثِ: النَّهْيُ عن التَّفرُّقِ والأمْرُ بالاجتماعِ.