حديث عبد الله بن زمعة 1
مسند احمد
حدثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر النساء فوعظ فيهن، وقال: «علام يضرب أحدكم امرأته، ولعله أن يضاجعها من آخر النهار، أو آخر الليل»
ذِكرُ قَصصِ السَّابقينَ وأحوالِهِم وعاقبةِ فِعلِهم، وَسيلةٌ دَعويَّةٌ نافعةٌ لتَقريبِ المعاني وأخْذِ العِبرةِ والعِظَةِ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ عبْدُ اللهِ بنُ زَمْعةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَر -وهُو يَخطُبُ- قِصَّةَ ناقةَ نَبيِّ اللهِ صَالِحٍ عليه السَّلامُ، وهي الَّتي طَلَبَها قَومُه دَليلًا على صِدقِ نُبوَّتِه عليه السَّلامُ، فأخْرَجَها اللهُ لهمِ مِن صَخرةٍ انشَقَّت وخَرَجَت منها النَّاقةُ، وكانتْ مِن آياتِ اللهِ لهم، فآمَنَ بَعضُهم، وكذَّبَ الباقونَ، وحذَّرَهم صالحٌ عليه السَّلامُ مِن أنْ يَمَسُّوها بسُوءٍ، ولكنَّهم عَصَوا نَبيَّهم وكذَّبوه فعَقَروا النَّاقةَ، فأخَذَهم اللهُ بالعَذابِ الأليمِ. وذَكَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في خُطبتِه هذه الَّذي عَقَرَها، وهو قُدَارُ بنُ سَالِفٍ، وهو أُحَيْمرُ ثَمُودَ، وهو الَّذي قال اللهُ عزَّ وجلَّ فيه: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12]، أي: قام أشْقَى تلك القَبيلةِ لَعَقْرِ النَّاقةِ، ويَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صِفةَ قُدَارِ بنِ سَالِفٍ هذا، وبيَّن أنَّه أجاب وقامَ إلى عَقْرِها لمَّا دُعِيَ إلَى ذلك، وهو رجُلٌ شَديدٌ قَويٌّ عِندَه ما يَحْمِيه في قَومِه، مِثلُ أبي زَمْعةَ، جَدُّ الصَّحابيِّ عبْدِ اللهِ بنِ زَمْعةَ رَضيَ اللهُ عنه؛ في عِزَّتِه ومَنَعَتِه في قَومِه، وقدْ مات كافرًا بمَكَّةَ
وفي الحديثِ: ضَرْبُ الأمْثالِ لتَقريبِ المَعاني