عذاب القبر 4
سنن النسائي
أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال: أخبرني عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء بن عازب، عن أبي أيوب قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما غربت الشمس فسمع صوتا فقال: «يهود تعذب في قبورها»
مِن مُعجِزاتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودَلائلِ صِدقِ نُبوَّتِه إخبارُه عن الغَيبيَّاتِ التي يُطلِعُه اللهُ عليها
وفي هذا الحَديثِ يحكي أبو أيُّوبَ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَج مِن المدينةِ وقد وجَبَتِ الشَّمسُ، أي: غرَبَت، فسمِع صَوتًا؛ إمَّا صَوتَ ملائكةِ العذابِ، أو صوتَ وَقْعِ العذابِ، أو صوتَ المُعذَّبينَ، فقال: يَهودُ تُعذَّبُ في قبورِها، وإذا ثبَت أنَّ اليهودَ تُعذَّبُ بيَهوديَّتِهم، ثبَت تعذيبُ غيرِهم مِن المشركينَ؛ لأنَّ كُفرَهم بالشِّركِ أشَدُّ مِن كفرِ اليهودِ
ومِثلُ هذا لا يَنكشِفُ إلَّا لنبيٍّ؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26، 27]