فضل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه 1
سنن النسائي
أخبرنا كثير بن عبيد قال: حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله الأغر مولى الجهنيين وكانا من أصحاب أبي هريرة أنهما سمعا أبا هريرة يقول: «صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من الف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء , ومسجده آخر المساجد» قال أبو سلمة وأبو عبد الله: لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فمنعنا أن نستثبت أبا هريرة في ذلك الحديث , حتى إذا توفي أبو هريرة ذكرنا ذلك وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان سمعه منه , فبينا نحن على ذلك جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ , فذكرنا ذلك الحديث , والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة فقال لنا عبد الله بن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإني آخر الأنبياء , وإنه آخر المساجد»
فضَّلَ اللهُ تعالَى بحِكمتِه بِقاعَ الأرضِ على بعضٍ، وجعَلَها مُتفاضِلةً فيما بيْنَها بِاختلافِ مَكانِها وشَرَفِها، وخَيرُ البِقاعِ في الأرضِ وأشرَفُها المساجِدُ، وأفضلُ المساجدِ المسجدُ الحرامُ، ثمَّ مَسجدُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينةِ، ثمَّ المسجِدُ الأقْصى
وهذا الحَديثُ في بَيانِ فضْلِ مَسجِدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حيثُ أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الصَّلاةَ فيه أفضَلُ مِنْ ألْفِ صَلاةٍ في غَيرِه مِنَ المساجِدِ، إلَّا المسجِدَ الحَرامَ؛ فإنَّ الصَّلاةَ فيه أفضلُ، كما ورَدَ ذلك في سُننِ ابنِ ماجَه مِن حَديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ الصَّلاةَ في المسجِدِ الحرامِ أفضلُ مِن مِئةِ ألْفِ صَلاةٍ في غَيرِه مِنَ المساجِدِ
وهذا التَّضعيفُ يكونُ في الثَّوابِ، ولا يَتعدَّى إلى الإجزاءِ عن الفوائتِ، فلو كانَ عليه صَلاتانِ فصلَّى بمَسجِدِ مكَّةَ أو المدينةِ واحدةً؛ لم تُجْزِ عنهما
وفي الحديثِ: فضْلُ الصَّلاةِ في المسجِدِ النَّبويِّ والمسجِدِ الحرامِ