كتاب تقصير الصلاة في السفر 5
سنن النسائي
أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، قال: سمعت حبيب بن عبيد يحدث، عن جبير بن نفير، عن ابن السمط، قال: رأيت عمر بن الخطاب يصلي بذي الحليفة ركعتين، فسألته عن ذلك، فقال: «إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل»
علَّمَنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفيَّةَ الصَّلاةِ في الحضْرِ وفي السَّفرِ، وبيَّنَ أنَّ القصرَ في هذه الحالِ تكونُ الصَّلاةُ فيه تامَّةً غيرَ ناقصةٍ
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ شُرَحبيلُ بنُ السِّمْطِ: "رأيتُ عمرَ بنَ الخطَّابِ يُصلِّي بذي الحُليفةِ رَكعتَينِ"، أي: يَقصُرُ الصَّلاةَ الرُّباعيَّةَ إلى رَكعتَينِ في السَّفرِ، وذُو الحُليفةِ موضعٌ قريبٌ من المدينةِ من جِهَةِ مكَّةَ، ويُسمَّى الآنَ آبارَ عليٍّ، وهو مِيقاتُ أهْلِ المدينةِ، ويبعُدُ عن المدينةِ نحوَ سِتَّةِ أميالٍ (10كم تقريبًا)، "فسألْتُه عن ذلك"، أي: عن كَونِه قصَرَ في هذه المسافةِ القَصيرةِ، "فقال: إنَّما أفعَلُ كما رأيتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يفعَلُ"، أي: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقصُرُ في هذا المكانِ وهو مُسافِرٌ، ولعلَّه يُشيرُ بذلك لفعلِه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوداعِ؛ حيثُ صَلَّى هناك رَكعتينِ
وفي الحديثِ: بَيانُ حِرْصِ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على اتِّباعِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما رأوْه أو سمِعوه