محاضرة 35

بطاقات دعوية

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى الخامسة والثلاثون من علم العقيدة،وقد ذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ أذكرُ منها:-

  • بينتُ أن ما شاءه الله تبارك وتعالى كان وإن لم يشئه العالمون وأن ما شاءه العالمون لم ولن يكون إلا إذا شاءه الله ربُ العالمين.
  • بينتُ الفرقَ بين الجعل الدينى والشرعى والجعل الكونى القدرى.
  • كذلك بينتُ كيفية التخلص من الصورة الشركية الأولى وذلك بإستحضار أن الله عز وجل هو الأول والآخر وهو النافعُ والضار وهو الخافضُ الرافع وهو المعزُ المُذل وهو مالكُ المُلك استحضار أن الخير بيده سبحان وتعالى وأن الشر من مفعولاته.
  • بينتُ أن البخلَ قرين الجُبن وأن الكرمَ قرينُ الشجاعة.
  • بينتُ أن البخل نوعان منع الفائض وهذا هو الخطيرُ جداً والنوع الثانى منعُ مالا صبرَ على تركه.
  • كذلك بينتُ أن الإعطاءَ خير وأن المنعَ خيرٌ وهذه خاصة بالمؤمنِ لا بغيره.
  • كذلك بينتُ أنه لا يحِلُ لمؤمنٍ أبداً أن يتخذَ الكافرين أولياء من دون المؤمنين.
  • بينتُ جواز استعمال (التقية) مع الكافرين لدفعِ شرهم وبينتُ أن التقية تكونُ باللسانِ لا بالعملِ ، وختمتُ الكلام بذكر قصة الهالك المُلحد (ريان بيدان) وهو رجلُ أصله مغربىَّ وكان يعيشُ فى بلجيكا وألحدَ فلما منعوا عنه التمويل انتحر.

نبدءُ اليوم إن شاء الله تعالى من الصورة الثانية من صورِ الشرك وكيفية التخلص منها الصورة الثانية هى

( الإعتقادُ بأن العقلَ يستقلُ بالتشريع)

هذا جزءٌ من هذه الصورة أو الجزءُ الثانى بأن

( العقلَ يُشارك الوحىَّ فى التشريع)

 وهذه الجزئية الثانية أو

 ( أن الوحىَّ يُعرضُ على العقل فما وافق الوحىُ فيه العقل أُخذَ به وما عارضهُ تُركَ )

 هذه هى الصورة الشركية الثانية

 فكثيرٌ من الناس عياذاً بالله تعالى يعتقدون (أن العقلَ يستقلُ بالتشريع) ، والبعض الآخر يزعمُ (أن العقلَ مشاركٌ للوحى فى التشريع) ،والفريق الثالث قالوا (إن الوحى كل الوحى لابد وأن يُعرضَ على العقلِ فما وافقه حكموا عليه بالصواب وما خالفه حكموا على الوحى بالخطأ عياذاً بالله تعالى) وهذه مما لا شك فيه جريمةٌ بكلِ المقاييس جريمة وتعدى لحدود الله تبارك وتعالى جريمة بكل المعايير، فهؤلاء أعنى الفريق الأول الذين قالوا بأن العقلَ يستقلُ بالتشريع هذا الفريقُ ليسوا ببعيدٍ عنه بل كثيرٌ من من ينتسبُ إلى العلمِ فى هذا الزمان يعتقدون فى هذه الجزئية بل يعتقدون فى هذه الجريمة (أن العقل يستقِلُ بالتشريع) وقد قرأتُ فى الثمانينيات كتاباً عنوانه(قصص الأنبياء) وقد نبهتُ عليه فيما سبق لمؤلفه (عبد الوهاب النجار) هذا الرجل عياذاً بالله تعالى إرضاءاً للغرب لا أكثر ولا أقل لأنه كان سعيداً جداً أن صورته وُضعت على مجلة التايمز وهو قال بهذا الكلام فى نفس الكتاب يقولُ فى مقدمة هذا الكتاب:

(أولاً أن العقل هو مصدر التشريع -ثم قال- أن العقلَ ما حرمه فهو الحرام وما أحله فهو الحلال وما جوزهُ فهو الجائز-ثم جاء بالطامة الثالثة فقال- أن الآية من كتاب الله تُعرض على العقل فإن وافقتَ العقل قُلنا بها-كأنه يتفضل- وإن خالفت العقلُ طُوعت لتوافق العقل –ثم وثبَ على النصوص الحديثية فقال – بأن الحديثَ إذا خالفَ العقل وكان من أخبار الآحاد طُرحَ – انظر إلى قلة الأدب كأنه مثلاً قطعة قمامة ستُلقى فى المزبلة طرح فالطرح هو الرمى بالشدة وعدم الإلتفات له ولا يُطرح إلا الدنىء انظر إلى هذا اللفظ (وكان من أخبار الآحاد طُرح) مع أن صحيح البخارى الذى أتفقت أمةُ محمدٌ صلي الله عليه وسلم على صحته لا تستطيع أن تستخرجَ منه خمسة أحاديث متواترة ثم قال –وإذا كان من الأخبار المتواترة طُوعَ لموافقة العقل –إن كان يُطوع الآية فمن باب أولى أن يُطوع الأخبار المتواترة ويتباهى لهذه المقدمة فى بداية الكتاب وكان عياذاً بالله تعالى لها أثر سىء جداً فى تحليلهِ العلمى لأىِ موقفٍ يٌقابله ومنها على سبيل المثال قضية خلق آدم عليه السلام من التراب صعد نجمُ قضية دارون فقال هذا الرجل كلمة والله لو نزلت على الجبال لخرته يقول

(فإن كتاب الله ينطق بأنه خُلق من تراب وسنة النبى صلي الله عليه وسلم تحكى أنه خُلق من التراب وإجماع الأمة يُقرر ذلك لا محالة يقول ما نصه (إن نظرية دارون إذا صحت وجب تأويل نصوص الكتاب والسنة لتوافق هذه النظرية )

 هكذا يقول ونحن نقول بأن هذا شركٌ فى توحيد الربوبية لأسباب كثيرة جداً جداً:-

أولها (العقل يستقل بالتشريع) هذه خرافة ناتج من سوانح الأفكار وزبالتها لأنكم تعلمون علم اليقين أن العقل إما أن يُراد به العقل المُطلق وإما أن يُراد به العقل المقيد فإن كانوا يقصدون أنه يُراد به العقل المطلق فلا يقول هذا الكلام إلا سكران أو مجنون لأن العقل المُطلق أصلاً لا وجود له إلا فى الأذهان أو فى اللسان أو فى البنان أما فى الأعيان فلا وجود له فإن الله عز وجل  لم يخلُق كائناً يُسمى بالعقل كل من أراد أن يتفكر استخدم هذا الكائن فهذا لا وجود له قولاً واحداً ، فتعينَّ أن المُراد بالعقل العقلُ المُقيد( عقل زيد)

(عقل عمر) (عقل عمار) هذا هو المُراد ومعلومٌ عند الجميع أن العقول متفاوتةٌ فى الإدراك بمعنى ما أدركته أنت على وجه الصواب قد أدركه أنا على وجه الخطأ فإن كان العقل حجة ويستقلُ بالتشريع فلزم أن كلامك وما توصل إليه هو الصواب وكذلك لزم أن كلامى وما توصلت إليه هو الصواب وكما ترى هما نقيضان فكيف يُقال مثل هذا الكلام ؟

أيُجعلُ الشىءُ وضده من باب الصواب؟!

 هذا والله أمرٌ فى غاية الغرابة نسألُ الله السلامة والعافية وهذه قطعاً ستطعَنُ فى دين رب العالمين لأن دين رب العالمين دينٌ واحد لذلك الله عز وجل  يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [سورة النساء:59]

فردوا النزاع إلى الله وإلى رسوله النزاع أن يختلفَ إثنان أو أكثر فردوا النزاع حتى تصدرانِ إلى قولٍ واحد وليس إلى قولين فكيف يكونُ الشىء وضده عياذاً بالله تعالى من باب الصواب؟!

 بل عياذاً بالله تعالى هذا المنهج العفِن يُفضى إلى كارثة أترى ما هى؟

 إبطالُ شعيرة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فإن كنت الذى توصلت إليه هو الصواب والذى أنا توصلت إليه هو الصواب وهو ضد قولك فمتى نأمرُ بالمعروف وننهى عن المنكر ؟

 فهذه كارثة نسألُ الله السلامة والعافية أن خطأً واحداً يؤدى إلى إغلاق هذا الباب وإلا متى نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر إن كان هذا صواب وهذا صواب والأولُ ضد الثانى والأولُ يناقض الثانى فكيف يُنكرُ على أحد المتنازعين ؟!

هذا كلام فى غاية الغرابة ، لأن طبعاً الذى وصلت إليه أنت بإدراك عقلك وما وصلتُ إليه أنا بإدراك عقلى فإن كان العقل مصدرٌ للتشريع إذاً هولا يُخطىءُ فأصبح الشىءُ وضدهُ عياذاً بالله تعالى دينٌ وهذا يُفضى إلى كلمةٍ واحدة ليس هناك فريقٌ فى الجنة وفريقٌ فى السعير لأن القولين من باب الصواب فما توصل إليه عقلُ المسلم وهو الإيمان رد عليك الكافر عقلى وصلنى إلى ذلك فإن كنتَ أنتَ تعتمدُ وحى الرحمن وهو يعتمدُ وحى الشيطان أصبح الفريقان على صوابٍ نسألُ الله السلامة والعافية.

 أما الفريق الثانى عياذاً بالله تعالى نزعَ جزئيةً من المذهب الأول وقال )بأن العقل يُشارك الوحى فى التشريع( وهذا دون تفصيل يُفضى إلى مسألةٍ فى غاية الخطورة أن الشرعَ لم يستوعب مظاهر الحياه وأنه ناقصٌ لا يستوعِبُهَا فيحتاجُ إلى شىءٍ يُتممه مع أن الله عز وجل  يقول من فوق سبع سماوات ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [سورة المائدة:3]

فأىُ كمالٍ هذا وأىُ تمامٍ هذا إن كان عقلُكَ سيضيفُ إلى الشرع ويشاركه لإثبات الأحكام الشرعية أما قالصلي الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغُ عنها بعدى إلا هالك)

 فأنا أسأل أىُ محجةٍ بيضاءُ هذه وهى تحتاجُ إلى مشاركة العقل وهل كان صلي الله عليه وسلم يقولُ فى مسألةٍ واحدة بعقله المجرد عن المُنزل من عند الله تبارك وتعالى ووالله إنها لكارثة هذه لا يليقُ بمسلمٍ أن يتفوه بمثلِ هذا الكلام نبينا صلي الله عليه وسلم علمنا كيف نستنجى أيترُكنا ولا يُعلمنا كيف نهتدى إلى الرب تبارك وتعالى ؟!!

أمرٌ فى غاية الغرابة عياذاً بالله تعالى ، لذلك أقول يجبُ على من يزعمُ شيئاً انتبه إلى كلامى أن يرصد الدليل على صحة دعوته وإلا عياذاً بالله تعالى كانت دعوتُه ساقصةً قولاً واحداً لما ؟

 حيثُ لا حيثيات لها أصلاً تقولُ كلام بلا بينة تقيمُ حكماً بلا نصٍ هذا كلام مما لا شك فيه لا يقبله من له مسكة عقل فهنا نقولُ لهؤلاء ما الدليلُ من كتاب الله عز وجل  إن كنتم مؤمنين يثبتُ صحةَ دعوتكم بأن العقل يُشارك الوحى؟

 ما الدليل من سنة نبينا صلي الله عليه وسلم الصحيحة إن كنتم مؤمنين على أم العقل يُشاركُ الوحى فى الحُكم؟

 الذى نعلمهُ من كتاب الله عز وجل  أن الله عز وجل  يقول من فوق سبع سماوات ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾ [سورة النساء:105]

 فالحكمُ بين الناس قاطبة فى أى مسالةٍ كانت بما أراه الله أى بالوحى المُنزل عليه وأنا أسألُ أين العقلُ هنا الذى شارك الوحى والآية تقول ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾  لتحكم بين الناس فى ماذا؟

 فى أىِ شىءٍ فمن أستثنى وجب أن يأتى بنص يُصحح دعواه أما يُطلق الكلام هكذا فهذا مما لا شك فيه سقطُ الكلام فلا يُلتفتُ إليه لذلك المولى عز وجل  يقول ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [سورة النساء:49]

فالآيةُ نص فيها حصرٌ وقصر ﴿ وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ بالذى أُنزل عليك من عند الله وفقط، لذلك قد يتوهم المُتوهم أن هذا ليس من باب الحصر والقصر وأن العقل يشاركه لذلك دفع الله عز وجل  هذا التوهُم حيثُ قال ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ فأين العقلُ بعد ذلك ليشارك الوحى فى تقرير الأحكام العلمية أو تقرير الأحكام العملية أعنى العقيدة والحلال والحرام؟

 فهذا العقلُ الذى يزعمُ أنه شريكٌ بنصِ الآية وجعله نداً لله عز وجل  فلا يجبُ لعقلٍ أبداً أن يلتفتَ لمثلِ هذا الكلام الرخيص بل والله لو ضيقنا عليهم الخناق لقُلنا لهم أما سمعتم أن الله عز وجل  يقول ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [سورة البقر:97] وقفة هنا فى غاية الخطورة جبريل عليه السلام بنص الآية نزلَ هذا القرآن على قلب النبى صلي الله عليه وسلم من عند جبريل أم بإذن الله ؟

 إذاً الله عز وجل  أذن لجبريل عليه السلام أن يأخذ الوحى ويُنِزله على قلب نبينا صلي الله عليه وسلم وهنا هذا النص يُثبتُ طامة فوق رؤؤس هؤلاء عياذاً بالله تعالى فمن أراد أن يتأخذَ نبينا صلي الله عليه وسلم عدواً أو أتخذ ما أُنزل عليه عدواً فقد أتخذ جبريل عدواً قولاً واحداً ومن أتخذ جبريل عدواً فقد أتخذ الله عز وجل  عدواً قولاً واحداً ومن هذا الذى يقدرُ على الله وهو الذى يقول﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾[سورة الأنعام :18] لذلك جاءوا إلينا بطامات نسالُ الله السلامة والعافية والله لا ندرى من أي جهةٍ يأتى الباطلُ الآن تنظرُ يمنةً يخرجُ رجلٌ ويقول الباطل يسرةً قدامك خلفك أمرٌ فى غاية الغرابة نسألُ الله السلامة والعافية ولكن والله ما تكلمَ أحدٌ بباطلٍ ودعى إليه بمجرد أن تفتش عليه تجده صاحب أجندة نسألُ الله السلامة والعافية إما مُدعمَ من الغرب المُجرم إما مُدعمَ من دولة شيوعية لنشر الفساد لأن الإلحاد لا يُمكن أن يصل إليه أحد إلا إذا مُهد إليه فالتمهيد الآن بضرب السلفية الصحيحة التى لا إرجاء فيها التى عمدتُها كتاب الله وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم .

أما الفرقة الثالثة الذين يقولون )أن الوحى يُعرضُ على العقل فما وافقه أُخذَ به وما عارضه تُرك(

 أتدرى ما معنى الكلام ؟

 يعنى يريد أن يجعل العقل هو الميزان الذى يُعاير به كلام الله الى يُعاير به الوحى المنزل عند الله فما وافق هذا الميزان قبلناه وما خالف هذا الميزان تركناه أما مذهب أهل السنة والجماعة أن الوحىَ هو الميزان يُعايرُ به كل كلام فما وافق الوحى حكمنا بصحته وما خالف الوحى حكمنا بتركه عياذاً بالله تعالى ولكن إن سألتَ هؤلاء ما دليلُكم على هذا؟

 جاءوا بجمهرةٍ من الأحاديث تبينُ فضل العقل وحُسن العقل والله وهنا وقفة فى غاية العجب أنتم إذا كان الحديثُ الصحيح من أخبار الآحاد طرحتموه وإن كان الحديثُ متواتراً لفقتموه ليوافق العقل وكذلك الآية فإذاً كيف تستدلون بهذه الأحاديث هى صحيحة آحاد؟

 الجوابُ لا هى متواترة ؟

 الجوابُ لا ، إذاً ما حُكمها كُلها كذب وكُلها أحاديث موضوعة ، لذلك ابن قيم الجوزية r كما فى المنار المنيع الصفحة الخامسة والعشرون يقول ما نصه(أحاديثُ العقلِ كُلُها كذب ووالله إن فيها من الضحك الشىء الكثير )

 انظر من هذه الأحاديث

(لكل شىءٍ آلةٌ وعدة وإن آلة المؤمن وعُدَّته العقل)

سبحان الله!

 نعم ، العقل آلة والآلة تعملُ فى غيرها فهذا الحديث موضوع بل لو نظرنا فيه لنأخذُ منه ما يريدون لا تجده نحنُ نقرُ بأن العقل آلة والآلة تعملُ فى غيرها فالسؤال هل ورد فى النص التى جئتم به أنه تعملُ فى ماذا؟

 الجوابُ لا ،إذاً بأىِ شىءٍ تستدلون بهذا الحديث بفرض صحته مع أنه حديث موضوع نسأل الله السلامة والعافية.

 حديثٌ آخر لو أحد يريد الضحك يسمع مثل هذاالحديث(لما خلق الله العقل قال له قم فقام ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال أقعد فقعد ) لو وقفنا عند هذه الجزئية ألا تلحظ أن الله عز وجل  خلق عقلاً له ماهية له ذات مستقل وهذا لا وجود له البتة إلا فى عقول هؤلاء المجرمون (ثم قال له أقعد فقعد فقال وعزتى ما خلقتُ خيراً منك لا أعز منك ولا أفضل منك ولا أحسن بك آخذ وبك أعطى وبك أعرفُ وبك أعاقب وبك الثواب وعليك العقاب) حديثٌ موضوع لا يوجد فى أى كتابٍ من كُتبِ السنة المُعتَبرة فهذه بضاعة القوم لذلك لا تجدُ هذه الأحاديث انتبه لكلامى إلا فى كتب أهل الضلال منها مثلاً كأصحاب رسائل (إخوان الصفا) تجد هذه الأحاديث بكثرة فيها وتجدُ بعضها فى (إحياء علوم الدين) لأبى حامد الغزالى وهو كتبه قبل أن يتوب وتجدُها بكثرة فى كُتب ابن عربى وابن سبعين وأبى يعقوب التلمسانى وغيرهم من الملاحدة الذين يقولون بالإتحاد وقد كتبتُ كتاباً فى عقيدة هذا الرجل وسيُشرح إن شاء الله ابن عربى (الإلحاديةُ عقيدة ابن عربى والإتحادية) ستسمعون كلاماً لا يُمكن أن يتصوره بشر فهو ليس عنده أنا وأنت ليس عنده من وإلى تصور إذا قال ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [سورة الفاتحة:6]

 يُفسرها كيف ؟

 يقول معناها اهدنا الصراط المستدير لأن الخط المستقيم من وإلى فقام بعمل دائرة فمن انطبقت على إلى فاصبح مستقيما لا مستديراً هؤلاء يستدلون كما ترى بالموضوع ويتركون المُتفق عليه بين أمة محمد صلي الله عليه وسلم فأىُ إنصافٍ هذا؟

 وأىُ عقلٍ هذا يُدعى؟

 لذلك أقول الوحى معصومٌ من الخطأ وعقولكم غيرُ معصومة من الخطأ فأي عقلٍ بعد ذلك يجوزُ أن يُترك المعصوم ويعملُ بغير المعصوم طالما أن العقل على كلامكم يستقلُ بالتشريع أو أنه يُشارك فى التشريع أنا أسألُ سؤالاً من الحَاكم؟

الحاكم هو الله وهو له الحُكم أم أن الحاكم هو العقل ؟

 فإن كان الحاكم هو العقل فأخبرونى فما فائدة الوحى ؟

 وعليه ورب الكعبة فالوحىُ لم ينزل لهداية الناس إنما نزل لغوايتهم لما؟

 لأن بعض الناس أخذوا بالوحى وبعضا لناس قدموا العقل على الوحى على التفصيل السابق ،إذاً فى حقيقة الأمر هذا الوحىُ لا قيمة له بل هو عياذاً بالله تعالى جالبٌ للغواية لفريقٍ من الناس طالما أن العقل عندكم هو الحاكم على الوحى أنا أسأل فما فائدة الرُسل ؟ وعليه فالرسل ماجاءوا إلا لإضلال الناس عياذاً بالله تعالى وعليه فلا معنى لقوله تعالى لنبينه ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ﴾ [سورة الشورى:52:53)

 السؤال قوله تعالى ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [سورة الشورى:52)

ما هذا الصراط؟

 أليس هو كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم ؟

بلى،لذلك المولى عز وجل  يقول ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [سورة محمد:24]

 نعم نريدُ أن نتدبر القرآن بماذا؟

 بعقولِنا والعقول فى القلوب لذلك قال ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾

 وأنا أسأل أين فى هذه الآية أن ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾

أين فى هذه الآلة التى لا تعملُ فى القرآن؟

 أمرٌ فى غاية الغرابة وبالجملة معنى ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾ كثيرٌ من الناس يظنُ أن التدبر هو التفسير وهذا فى الحقيقة خطأ فادح فإن دُبرِ الشىء آخره فبعد التفسير يحصلُ التدبر يعنى ماذا؟

أى مآلات الأمور يعنى علمتَ المعنى فإن عملتَ به فلك كذا هذا هو التدبر فإن لم تعمل به فعليك كذا هذا هو التدبر وأما آيةُ النساء فهى الفاضحة لهؤلاء عياذاً بالله تعالى الصادمة والمُبينة لفساد عقولهم انظر ماذا يقول المولى عز وجل  ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾[سورة النساء:82]

 فالله عز وجل  يقول ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ

 هذه مرحلة

﴿وَلَوْ كَانَ﴾

 أى الذى تقوله والذى تعمل به

﴿ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾

إذاً فى حقيقة الأمر كلُ كلامٍ لم يشهد له الوحى هو كلامٌ باطل كلُ كلامٍ لم يُعايَر بالوحى هو كلامٌ باطل ، لذلك هذه الآية نص فى أن الوحى هو الميزان الذى يُوزن به كلام الناس فما وافقه كان صواب وما خالفه كان هو الباطل بل والله لو وافقه لم ولن نعملَ به لما؟

لأن احتمال أنك وصلت إلى الحق من غير طريق الوحى وهذه فى غاية الخطورة نحن لا نقبلُ الصواب إلا من طريق الوحى لذلك أرِح نفسك إذا وجدت أهل الباطل يتكلمون فلا تبحث عن نصوصٍ من كتابٍ أو سنةٍ صحيحة لا لا لا انظر فى كلامهم ستجدُ شيئين فى غاية الغرابة حتى يتحقق قول المولى عز وجل  ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾

ما هو الاختلاف؟

 أن كل كلامٍ له طرفان ووسط ستجدُ أن الطرف الأيمن يُناقض الطرف الأيسر وأن وسط الكلام يكذُب الطرفين ولا بد ولو سردنا مسائل فى هذا الباب والله ما أنتهينا هذه الليلة إذاً خلُصنا إلى أن كل كلامٍ يُعاير بالوحى.

 فإن سألت كيف نتخلصُ من هذه الصورة الشركية؟

قلتُ أولاً يجبُ عليك أن تعتقد اعتقاداً جازماً بأن الله عز وجل  هو الحاكم ومنه الحُكم وهذه ليس كلامنا هذه هى آية الأنعام يقول المولى تبارك وتعالى ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ﴾[سورة الأنعام:57] تعالى ننظر فى هذه الثلاثية العجيبة

 ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾

هذا يُسمى بالإستثناء المُفرغ يعنى إيه؟

 لو رفعت إن وإلا أصبح الكلام (الحكمُ لله) على وزان (الحمد لله) فكما أن الحمد مستحقٌ لله عز وجل  فاعلم أن الحكمَ مستحقٌ لله عز وجل  ولا يُشاركه فيه أحد كائن من كان فليس لأحدٍ قط أن يسنَّ حكماً يسوسُ به الناس هذا إعتداءٌ صريح على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ﴾

 الحق هو الحُكم سواءٌ أكان حكماً علمياً أو عملياً الله عز وجل  وصفه بماذا؟

 وصف الحُكم بأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بأى وجهٍ من الوجوه ثم قال وهو خيرُ الفاصلين تتمة الثلاثية الذى يفصلُ بين الأشياء إذاً هو الحاكم فتبينَّ من هذه الآية بأن الله عز وجل  وهو الحاكم بأن الله عز وجل  منه الحُكم وأنه هو المستحقُ لهذاوفقط لذلك المولى عز وجل  يقول كما فى آية النساء ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [سورة النساء:59] انظر فإن تنازعتم أى تخاصم شخصان أو فريقان أو شعبان ماذا نفعل؟

 ﴿ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾

قال فردوه إلى العقل الذى يستقلُ بالتشريع أو فردوه إلى الله ورسوله والعقل لأنه يُشاركهم فى التشريع ؟

 إن كان الجوابُ لا فهذا هو منطوق الآية وإن الجوابُ نعم هذه كارثة فأقولُ لهم راجعوا إيمانكم بالله عز وجل  وباليوم الآخر لأن الله عز وجل  قال ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾

 وهنا قطعاً مسألة فى غاية العجب لأنكم تعلمون علم اليقين أن الشرط يسبقُ المشروط ولكن هذه الجزئية فى الوجود العينى ولكن أحياناً فى الوجود الرسمى أو اللفظى تجد أن المشروط تقدمَ على الشرط لأن الله عز وجل  يقول ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ فردوا نزاعكم إلى الله ورسوله فهنا قدم المشروط كأنه يريدُ أن يقول لك ماذا؟

 إن رأيتَ أحداً يرد النزاع إلى الله ورسوله فشهدَ له بالإيمان بالله واليوم الآخر وإن رأيت أحداً يردُ النزاعَ إلى عقله أبتداءاً أو إلى قوله نُشارك الوحى فى التشريع فقل له راجع إيمانك بالله وراجع إيمانك باليوم الآخر ولها أمثلة فى كتاب الله كثيرة ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[سورة آل عمران:175]

 الكلام إن كنتم مؤمنين فلا تخافوهم وخافونى فلما قدمَ المشروط على الشرط وهذا لا يكونُ أبداً إلا فى الوجودُ اللفظى أو الوجود الرسمى أما فى الوجود العينى فلابد وأن يسبق الشرط المشروط فإن رأيتم أحداً ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾

 إذا وجدتم أحداً ورأيتم أحداً لا يخاف من أعداء الله عز وجل  فأشهدوا له بالإيمان إلى آخره.

أما ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾

 ما هو حكم الله عز وجل  ؟

كلمة واحدة حُكم الله أن تعبدوه فقط ولكن للآسف أُناسٌ كُثر يفهمون العبادة بمعناها الضيق جداً مع أن الله عز وجل  يقول

﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سورة يوسف:40]

هذا هو الحُكم

وهذه العبادة قال فيها

﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الروم:30]

 لذلك لابد وأن تعلم أن العبادة اسمٌ جامع لماذا؟

 لكل ما يُحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة وعليه فلا صلاة إلا لله ولا صيام إلا لله ولا زكاة إلا لله ولا حج إلا لله ولا بيع ولا شراء إلا بحكم الله لأنها عبادة ولا نكاح ولا طلاق إلا بحكم الله لأنه عبادة ولا فض للنزاع البتة إلا بحكم لله لأن رد النزاع إلى الله ورسوله عبادةٌ نعم ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾

 نعم ، فالعبادةُ اسمٌ جامع لكل ما يُحبه الله ويرضاه ، قلتُ وهذا سلوك جميعُ الأنبياء والمرسلين والصالحين قولاً واحداً انظر إلى شُعيب عليه السلام ماذا يحكى المولى عز وجل  عنه حيثُ قال ﴿ فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [سورة الأعراف:87]

 انتبه

﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾

 إذاً من الحاكم؟

الله عز وجل  

من من الحُكم ؟

من الله عز وجل  

انظر إلى المولى عز وجل  وهو يحكى كلاماً عن أخوةُ يوسف كبيرهم ماذا يقول؟

﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾

انتبه

﴿حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ [سورة يوسف:80]

إذاً الأنبياءُ والمرسلون والصالحون يعلمون علم اليقين أن الحاكمَ هو الله وأن الحُكم من الله وأن هذا الحُكم لا يُمكن إلا أن يكونَ حقاً يجب أن تعلمَ أن الله عز وجل  هو الحاكمُ فى الدُنيا والآخرة وليس فى الدُنيا فقط أما قال تعالى فى آية آل عمران ﴿ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [سورة آل عمران:55]

 إذاً سيحكمُ بيننا فى الآخرة ولمن الحكم فى الدُنيا؟

أيضاً لله عز وجل  لذلك جاءت صراحةً فى آية القصص ﴿وهو الله لا إله إلا هو له الحمد فى الأولى والآخرة وله الحكم-أى فى الأولى والآخرة – وإليه تُرجعون﴾

فى الحقيقة كان يجب أن أكُمل هذه المسألة ولكن الجزئية التى ستأتى تحتاجُ إلى وقتٍ طويل ألا وهى من نازعكم هذا الاعتقاد ماذا تقولون له ؟

 وبأعلى صوتك وإن كُنتَ وحيداً وإن كُنتَ منفرداً وإن كُنتَ وحدك فلا تخاف قلةَ الأنصار وقلةَ الأعوان وهذه إن شاء الله تعالى نبدءُ بها فى المحاضرة القادمة.

أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.