مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1396
حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: " كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع إلى القائلة فنقيل "
خَيرُ الهَدْيِ هَدْيُ النبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد علَّمَ أُمَّتَه كلَّ ما يَتَعلَّقُ بأُمورِ الدِّينِ، ومنها الصَّلاةُ وأوقاتُها وهَيئاتُها، وصَلاةُ الجُمعةِ خاصَّةً لها مَكانةٌ وأهمِّيَّةٌ في الشَّرعِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا على عَهْدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبكِّرون بالجُمعةِ فيُصَلُّونها في أوَّلِ وَقتِها، فكانوا يَقِيلون بعْدَ صلاةِ الجُمُعةِ، وهذا بخِلافِ ما جَرَتْ به عادتُهم في صَلاةِ الظُّهرِ في الحَرِّ؛ فإنَّهم كانوا يَقِيلون ثُمَّ يُصَلُّون؛ لمَشروعيَّةِ الإبرادِ، وهو تَأخيرُ وَقتِ صَلاةِ الظُّهرِ حتى يَنكسِرَ حرُّ الشَّمسِ، والقَيْلولةُ هي الاستِراحةُ نِصفَ النَّهارِ، وإنْ لم يَكُنْ معها نَومٌ.