مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه524
مسند احمد
حدثنا سليمان بن داود، حدثنا أبو عامر يعني الخزاز، عن ثابت، عن أنس، أن أسود كان ينظف المسجد، فمات فدفن ليلا وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبر، فقال: " انطلقوا إلى قبره "، فانطلقوا إلى قبره، فقال: " إن هذه القبور ممتلئة على أهلها، ظلمة، وإن الله ينورها بصلاتي عليها "، فأتى القبر فصلى عليه، وقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، إن أخي مات، ولم تصل عليه، قال: " فأين قبره؟ " فأخبره، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنصاري (1)
كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما وَصَفَه ربُّه في قُرآنِه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، وصَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الميِّتِ رَحمةٌ له ونُورٌ يُنوِّرُ اللهُ به قبْرَ الميِّتِ.
وفي هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ سَألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرَّجلِ أوِ المرأةِ السَّوداءِ الَّتي كانتْ تُنظِّفُ المسجِدَ وتَكْنُسُه، فَأخبَروه أنَّها ماتَتْ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه: «أَفَلا كُنْتم آذَنْتُموني» فأعْلمتُموني بموتها، وفي رِوايةِ الصَّحيحينِ أنَّهم حقَّروا شَأنَ الميِّتِ ولم يَهتمُّوا به كَثيرًا، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ عن أبي أُمامةَ بنِ سَهلِ بنِ حُنيفٍ رَضيَ اللهُ عنه: «كَرِهنا أنْ نُوقِظَك لَيلًا».
ثُمَّ سَأَلَ عَن قَبْرِها أو قَبْرِه وصلَّى على الميِّتِ عندَ القبْرِ بعْدَ أنْ دُفِنَ.
وفي الحديثِ: فَضلُ تَنظيفِ المسجدِ، والسُّؤالُ عَن الخادمِ والصَّديقِ إذا غابَ.
وفيه: المُكافأةُ بالدُّعاءِ، والتَّرغيبُ في شُهودِ جَنائزِ أهْلِ الخَيرِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ على الميِّتِ الحاضِرِ عندَ قَبْرِه لمَن لم يُصَلِّ عليه، والإعلامُ بالموتِ.