مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 736
مسند احمد
حدثنا أبو الجواب، حدثنا عمار بن رزيق، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا ليلة، حتى ذهب نصف الليل، أو بلغ ذلك، ثم خرج، فقال: «قد صلى الناس ورقدوا، وأنتم تنتظرون هذه الصلاة، أما إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أصْحابَه أفضَلَ الأعمالِ وأفضَلَ الأوقاتِ للصَّلاةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: "جهَّزَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَيشًا لَيلةً"، أي: انشَغَلَ في إعدادِ وتَجهيزِ الجيشِ، "حتى ذهَبَ نِصفُ اللَّيلِ، أو بلَغَ ذلك، ثمَّ خرَجَ" لِصَلاةِ العِشاءِ، "فقال: قد صلَّى الناسُ ورَقَدُوا، وأنتم تَنتَظِرون هذه الصَّلاةَ؟ أمَا إنَّكم لنْ تَزالُوا في صَلاةٍ ما انْتَظرتُموها"، ومعناه: أنَّ غيرَكم مِن النَّاسِ قد صلَّى العِشاءَ؛ إمَّا في بَيتِه، أو في مَسجدِ جماعتِه، ثمَّ ناموا، بيْنما أنتم تأْخُذون أجْرَ الصَّلاةِ في كلِّ الوقتِ الَّذي انْتَظَرْتُم فيه الصَّلاةَ إلى شَطْرِ اللَّيلِ، فكأنَّما تُصلُّون في وَقتِ انْتظارِكم، وتأْخيرُ صَلاةِ العِشاءِ أفضَلُ مِن التَّبكيرِ بها، لِمَن استطاعَ ذلك
وفي الحديثِ: فضْلُ انتِظارِ الصَّلاةِ، وأنَّ مُنتظِرَ الجَماعةِ في صَلاةٍ ولو تأخَّرَتْ عن أوَّلِ وَقْتِها