‌‌مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه 2

‌‌مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه 2

حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا عطاء بن السائب، عن عمرو بن حريث، قال: حدثني أبي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " الكمأة من السلوى، وماؤها شفاء للعين "

الكَمْأَةُ نَوعٌ مِن النَّباتِ لا وَرَقَ له، ولا ساقَ، يَخرُجُ في الأرضِ بدونِ زَرعٍ، ويَكثُرُ في أيَّامِ الخِصبِ، وكَثرةِ المَطرِ والرَّعدِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ «الكَمْأَةَ منَ المَنِّ»، يَعني: المَنَّ الَّذي أُنزِلَ على بَني إسْرائيلَ الَّذي ذُكِرَ في قَولِه تعالَى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} [البقرة: 57]، أوِ المَعنى: أنَّها مِمَّا مَنَّ اللهُ تعالى به على عِبادِه، فهي وإنْ لم تكُنْ مِن نَوعِ المَنِّ حَقيقةً إلَّا أنَّها تَجتَمِعُ معَه في المَعنى، مِن حيث إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مَنَّ بها مِن غَيرِ بَذْرٍ ولا تَعَبٍ، كما منَّ على بَني إسْرائيلَ بالمَنِّ.
أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ماءَها شِفاءٌ للعَينِ، قيلَ: إنَّ ماءَها مُجرَّدًا يُوضَعُ في العَينِ، فيكونُ سَببًا للشِّفاءِ بإذْنِ اللهِ، وقيلَ: مَعْناه أنْ يُخلَطَ ماؤُها بدَواءٍ ويُعالَجَ به العَينُ، على حسَبِ ما يَعرِفُه الأطِبَّاءُ والمُختَصُّونَ في هذا الشَّأنِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ اللهِ على عِبادِه بأنْ أنعَمَ عليهم بخَلقِ ما فيه دَواءٌ لأمْراضِهم.
وفيه: إشارةٌ إلى الأخْذِ بأسْبابِ التَّداوي، والعِلاجِ منَ الأمْراضِ.