‌‌مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 1

‌‌مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 1

حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن حارثة، قال:
جاء ناس من أهل الشام إلى عمر، فقالوا: إنا قد أصبنا أموالا وخيلا ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله. واستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وفيهم علي، فقال علي: هو حسن، إن لم يكن جزية راتبة يؤخذون (1) بها من بعدك (2)

 

 قَوْلُهُ "فَأَفْعَلَهُ" : بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ النَّفْيِ.

 "وَاسْتَشَارَ" : بِصِيغَةِ الْمَاضِي، وَجَعْلُهُ مُضَارِعًا لِلْمُتَكَلِّمِ بَعِيدٌ.

* "هُوَ حَسَنٌ" : أَيْ: أَخَذُ الْمَالِ مِمَّنْ يَتَصَدَّقُ بِهِ بِطِيبِ نَفْسِهِ لِانْتِفَاعِ الْمُسْلِمِينَ حَسَنٌ فِي ذَاتِهِ،

لَكِنَّهُ يُؤَدِّي فِي ثَانِي الْحَالِ إِلَى أَنَّ الْأَمْرَ الَّذِي يَجِيئُونَ بَعْدُ يَجْعَلُونَهُ بِمَنْزِلَةِ الْجِزْيَةِ،

فَيَنْبَغِي تَرْكُهُ، فَهَذَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ يَنْبَغِي تَرْكُهُ خَوْفًا مِمَّا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَحْذُورِ فِي ثَانِي الْحَالِ، وَهَذَا مِنْ قَبِيلِ سَدِّ الذَّرَائِعِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.

 وَفِي "مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ": رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ فِي "الْكَبِيرِ"، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.