مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 86
حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خمير الهمداني أبي عمر (3) ، قال: سمعت حبيب بن عبيد، يحدث عن جبير بن نفير
عن ابن السمط: أنه خرج مع عمر إلى ذي الحليفة فصل
ى ركعتين، فسألته عن ذلك، فقال: إنما أصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (4)
السَّفَرُ قِطعةٌ مِنَ العَذابِ، وهو مَظِنَّةُ التَّعَبِ والمَشقَّةِ؛ لذلك خفَّفَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى عنِ المُسافِرِ، ويسَّرَ عليه في الأحْكامِ الشَّرعيَّةِ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ جُبَيرُ بنُ نُفَيلٍ أنَّه خرَجَ معَ التَّابِعيِّ شُرَحْبِيلَ بنِ السَّمْطِ إلى قَريةٍ عَلى بُعدِ سَبعَةَ عَشرَ أو ثَمانيةَ عَشرَ مِيلًا، أي: عَلى بُعدِ 27 كِيلومِترًا، أو 28 كيلومِترًا،
فقَصرَ الصَّلاةَ الرُّباعيَّةَ (الظُّهرَ والعَصرَ والعِشاءَ) فصَلَّاها ركعَتَينِ، فسأَلَه جُبَيرُ بنُ نُفَيلٍ عَن سَببِ قَصرِهِ لِلصَّلاةِ، فأخبَرَه أنَّه رَأى عُمرَ بنَ الخَطَّابِ رَضيَ اللَّهُ عنه يَقصُرُ الصَّلاةَ بِذي الحُليْفةِ إلى ركعَتَينِ، فَسألَهُ عَن ذَلكَ، فأخبَرَه عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه يفعَلُ كَما فعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه كانَ يَقصُرُ الصَّلاةَ بِذي الحُلَيفةِ، وبينَ المدينةِ وذِي الحُلَيفةِ سِتَّةُ أمْيالٍ أو سَبعةٌ،
وهي حَوالَيْ تِسعةِ كِيلومتراتٍ.
وفي الحَديثِ: قَصرُ الصَّلاةِ في السَّفرِ القَصيرِ.