مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه21
حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: حدثني أبي، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر
أخبره أن عمر بن الخطاب، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم " قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها، ولا تكلمت بها ذاكرا ولا آثرا (2)
قَوْلُهُ: "مَقَامِي فِيكُمْ" : أَيْ: خَطِيبًا.
"اسْتَوْصُوا" : الِاسْتِيصَاءُ: قَبُولُ الْوَصِيَّةِ; أَيْ: أُوصِيكُمْ بِهِمْ خَيْرًا، فَاقْبَلُوا وَصِيَّتِي فِيهِمْ.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ: السِّينُ لِلطَّلَبِ; أَيِ: اطْلُبُوا الْوَصِيَّةَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فِيهِمْ بِخَيْرٍ، أَوْ بِطَلَبِ بَعْضِكُمْ مِنْ بَعْضٍ بِحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ، وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، وَقِيلَ: الِاسْتِيصَاءُ بِمَعْنَى: الْإِيصَاءِ.
"ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ" : عَطْفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ; أَيْ: فَيَكْثُرُ الْخَيْرُ فِي هَذِهِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ،
ثُمَّ يَفْشُو; أَيْ: يَظْهَرُ الْكَذِبُ.
"حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ. . . إِلَخْ" : أَيْ: يَجْتَرِئُ عَلَى شَهَادَةِ الزُّورِ،
وَيَقُولُ لِلنَّاسِ: أَنَا شَاهِدٌ لَكُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْأَلُوهُ; لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّهُ لَا شَهَادَةَ عِنْدَهُ.
"قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا" : عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ.
"بُحْبُحَةَ الْجَنَّةِ" : ضُبِطَ - بِضَمِّ مُوَحِّدَتَيْنِ بَيْنَهُمَا مُهْمَلَةٌ سَاكِنَةٌ - ، هَكَذَا وَقَعَ فِي نُسَخِ الْكِتَابِ، وَالَّذِي فِي "النِّهَايَةِ"، وَ"الْمَجْمَعِ"، وَ"الْقَامُوسِ"، وَ"الصِّحَاحِ": بُحْبُوحَةُ الدَّارِ أَوِ الْجَنَّةُ - بِزِيَادَةِ الْوَاوِ بَعْدَ الْمُوَحِّدَةِ الثَّانِيَةِ - ، وَفَسَّرُوهَا بِوَسَطِ الدَّارِ أَوِ الْجَنَّةِ.
* "فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ" : أَيْ: لَا يَنْفَرِدُ عَنْ جُمْهُورِ أَهْلِ الصَّلَاحِ بِرَأْيٍ،
أَوْ لَا يَنْفَرِدُ بِالصَّلَاةِ عَنِ الْجَمَاعَةِ، أَوْ لَا يَنْفَرِدُ عَنْ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ بِتَرْكِ الطَّاعَةِ فِيمَا عَلَيْهِ فِيهِ الطَّاعَةُ.
"لَا يَخْلُوَنَّ" : فَهِيَ - بِنُونٍ ثَقِيلَةٍ - .
"بِامْرَأَةٍ" : أَيْ: أَجْنَبِيَّةٍ.
"ثَالِثُهُمَا" : بِالْحَمْلِ عَلَى الْفَسَادِ بَيْنَهُمَا.